الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع رفض الأهل الزواج من ابنتهم

السؤال

السلام عليكم.

باختصار، أحب ابنة عمتي وهي تحبني، وتقدمت لخطبتها أكثر من مرة، ولكن أباها رفضني، مع أنه يحبني كثيراً، وهو يكون ابن عم أبي أيضاً، ولم أجد تفسيرا لرفضي، مع أنه يمدحني ويثني علي بالخير في كل مكان، وأنا أحبها حباً شديداً، والله هي أيضاً كذلك.

حاولت أن أرسل له ناساً من كبار عائلتنا، ولكن يرفضني بحجة أنه لا يحب أبي، مع أن أبي يسكن في دولة مجاورة، ومنذ 10 أعوام لم يتقابلو، وعرفوا كل العائلة، عرفت أن البنت تحبني بعد أن رفضت أحد أقربائنا، وهو الآن يريد أن يزوجها لشخص تكرهه كره العمى، وغصباً عنها، وعندما رفضت ضربها كأنها رجل، ووالله نامت في المستشفى يومين بسببه، وأصبح أخو الذي كان تقدم لها ورفضته يشوه سمعتي في كل مكان، مع أنه من قرابتي، والله العظيم كل الكلام الذي قاله كذب، ومع هذا الكلام صارت مشاكل كثيرة لي، حتى أنه فكر أحد أعمامها أن يقتلني، إلا أنهم خافوا من كلام الناس، والمصيبة أني أسكن في نفس البيت معهم، وصار الجميع يذكرني بالشر.

وبسبب هذا الكلام بدأ الجميع يكرهني، ففكرت أن أسافر خارج البلاد بحجة الدراسة، حتى ينسوا الكلام الذي قيل عني، وقررنا أن آتي بعد أن أنتهي من دراستي، وأطلبها مرة أخرى، وإذا رفض فسوف نهرب سويا خارج البلاد، ولكن إذا هربنا فستصبح مشاكل داخل العائلة، ولن يعرفوا مكاننا.

أنا الآن خارج البلاد، والكلام علي يزداد، وأبوها ينتظر أي غلطة منها لكي يضربها، وكل يوم تسمع منه كلاما، الرجل يستحي أن يقوله، مع العلم أن عائلتنا متمسكون بعادات أجدادنا، بأن البنت ليس لها رأي، وغيرها من العادات التي لا يقبلها لا دين ولا عقل.

حاولت أن أجعل عمتي تؤثر عليه، وحاولت بكل الطرق، ولكن بدون جدوى، فأنا والله أحبها حباً جنونيا، ووالله لو أن أباها طلب عينا من عيني مهرا لها لقبلت، ووالله إني أصبت بمرض نفسي من كثر ما أفكر بها، وهي أيضاً كذلك، فأنا مستعد لأفعل أي شيء من أجلها.

أرجوكم الحل، فوالله إني كرهت الحياة من غيرها، وبالذات عندما تتصل بي وتبكي، فإني أفقد صوابي، أرجوكم لا تهملوا رسالتي، إننا ننتظركم وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulla حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك في دراستك، وأن يشرح صدر زوج عمتك لزواجك من ابنته وأن يجمع بنيكما على خير.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أحب أذكّرك به وأذكره لك، أن من أركان الإيمان ركن الإيمان بالقضاء والقدر، وخلاصته أن الله قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما ورد في السنة، وأن مولاك قد قدر كل شيء وفرغ منه قديما، والذي يحدث الآن في حياتنا هو ما سبق أن قدره الله، وأنه ليس بمقدور أي قوة كائنة ما كانت أن تغير قضاء الله وقدره، وأنه ليس من سبيل إلى التغيير إلا بالدعاء وصلة الأرحام كما وردت في السنة.

فعليك بالإكثار من الدعاء وصلة الرحم، واطلب من أهلك خاصة والديك أن يكثرا لك من الدعاء، فإذا كانت من نصيبك الذي قدره الله لك فستكون لك رغم أنف الدنيا كلها، وإن لم تكن من نصيبك فلا يمكن الوصول إليها مهما كان بينكما من حب وتعلق.

ففوض أمرك إلى الله واجتهد في الدعاء وتفرغ لدراستك واجتهد في الانتهاء منها، وواصل الأخذ بالأسباب وهي إرسال بعض الوسطاء إلى والدها، وذلك حتى تنتهي من دراستك، فمن يدريك لعل والدها يرفض الآن بسبب أنك مازلت تدرس، أما لو جئته وقد انتهيت وحملت شهادتك في يدك، وأكرمك الله بعمل طيب مناسب، عندها قد يعرضها عليك هو؛ لأن أي أب يتمنى سعادة أولاده مهما كان.

وإذا علم أبوها وتأكد من أنك الشخص المناسب وأنك ستسعد ابنته فثق وتأكد من أنه لن يمانع إن شاء الله، فاهتم بدراستك الآن أخي عبد الله وركز على هذه المهمة الأساسية الآن، وواصل الدعاء أن يجعلها الله من نصيبك ودع الأمر كله لله يتصرف فيه كيفما شاء.

وأما عن هروبك بها إذا لم يوافق، فهذا أمر أنت لا ترضاه لأخت من أخواتك، فلا ترضاه لابنة عمتك ولا تضعها في صورة محتقرة تجعلها دائماً محتقرة ومنبوذة من أهلها ومن يعرفها، وإنما إذا كنت صادقاً في حبك لها ولم يقبل والدها زواجها منك فقف معها وابحث لها عن الشخص المناسب وافرح لها وتمنى لها السعادة، وهذا هو الحب الحقيقي وليس الحب الأناني الذي يعمي ويصم.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق في دراستك وأن يجعلها الله من حظك ونصيبك.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر mounir

    يا أخي العزيز ربي يكون معاك انشاء الله وأكثر من الدعاء وان كانت من نصيبك فلن يقف واحد في هذه لدنيا في وجههك فوض أمرك لله وانشاء الله تكون زوجتك ، اكثر من لدعاء الاء الليل .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً