الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضلية دواء الدوجماتيل أو الموتيفال أو الفلونكسول لمعالجة القلق النفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيهم أفضل: دواء وعلاج دوجماتيل أم موتيفال أم فلونكسول؟ وهل يمكن شرب أحدهم مع الآخر؟ ومثلاً إذا كنت أشرب أحدهم -وليكن دجماتيل- وأردت أن أوقفه وأشرب الموتيفال، فهل أباشر فوراً شرب الموتيفال وأتوقف عن الدجماتيل، أم هناك فترة يجب أن تكون بينهم، مثلاً بالأمس شربت دجماتيل، فهل اليوم أستطيع شرب موتيفال؟ وهل يحتاج إلى تدريج لتوقفهم؟ وهل ممكن شرب أحدهم مع الزنكس؟ وما أقصى جرعة لكل دواء وخاصة حالات القلق والتوتر؟ وأيهم أفضل للقولون العصبيي؟

وكذا عندي استشارة أخرى:

لا تسعفني الكلمات على شكركم، فالتحية لكم.
أريد من الدكتور محمد عبد العليم سعة صدره ونصحه، وكنت استشرته من قبل، منذ فترة تعالجت من الاكتئاب، والحمد لله تخلصت منه وإن شاء الله أكون كذلك، وكنت شربت زولفت 3 أشهر، وتوقفت عنه من شهرين تقريباً، وشربت زنكس 4 أشهر، وتوقفت عنه من 3 أشهر ونصف، وكنت أشرب دنكست عند اللزوم، وكان يريحني جداً، وشربت للقولون لبركس وأدوية أخرى شربتها، ومن يوم 10-2-2006 توقفت عن كل الأدوية، وأشرب حالياً ومن أسبوعين دجماتيل 50 بواقع حبة باليوم، والحمد لله أموري أفضل وأحسن.

ولكن عندي تداخل شديد بالأفكار، وتسابق ضخم فعلاً لها، والتفكير بأكثر من موضوع بالوقت الواحد، والتفكير بالمستقبل، واختلاط الأمور إلى حد وجع الرأس، وأحياناً أحب أن أغير من وضعيتي كي أتخلص من كل هذا التفكير، وأغمض عيناي علَّني أخفف من وطأة القلق عليّ، لذا وعليه أريد منك يا دكتور النصح بل الدليل فيما يلي:

1-شربت دنكست، وكان يريحني جداً جداً أكثر من كل الأدوية، رغم أنه الأبسط وربما الأخف ولكنه يريحني، فهل الدجماتيل نفسه أو يغني عنه؟ وإذا كان لا، فما بديله والذي يعمل عمله؟ حيث إن الدنكس مقطوع ومنتج دنماركي، فلن يعود أبداً للصيدليات حسب ما أعتقد، وأنا لن أشربه أبداً إن شاء الله؟

2-أخاف أحياناً من الكم الهائل من الدواء الذي شربت، ففي هذه السنة شربت أدوية وبأنواع مختلفة جداً، منها الصحيح كالزولفت، ومنها الغير صحيح كالزنكس واليكسوتانيل وغيرها، فهل أثرت عليّ؟ ومثلاً الزولفت لم أشربه من شهرين، فهل له تأثير عليّ حالياً والزنكس أيضاً؟ وكم يستغرق من الوقت حتى ينتهي مفعول الدواء على الجسم.

واسمح لي يا طبيب أن أضع محصلة ما شربت من أدوية كي يكون حكمك عليّ صحيحاً إن شاء الله: شربت دنكست منذ 7سنين تقريباً، حيث كنت خائفاً من امتحانات الثانوية العامة، وبعدها ولمدة 5 سنين كنت أحياناً أشرب دنكست وعند اللزوم وقليل جداً، ومرة واحدة شربت حبة زنكس، ولكن من بداية سنة 2005م شربت دواء محلي الصنع علبتين ولم يؤثر كثيراً، فتركته، وأصبحت متنوع الشرب، فأحياناً أشرب دنكست، وأحياناً قليلة جداً زنكس أو ليكسوتانيل، ومن شهر آب -بعد ما ساءت حالتي- بدأت أشرب زنكس ولمدة 4 أشهر، ولم أكن أدري ما هو الزنكس، وتركته والحمد لله، وأنا لم يكن عندي استعداد إلا للشفاء، لذا وبكل حزم حينما طلبت مني يا دكتور التوقف عنه توقفت وبفضل الله فوراً وبعد تدرج بسيط، وبعدها شربت زولفت، وكما أخبرتك تركته من شهرين تقريباً، ومن أسبوعين فقط أشرب دجماتيل، وكنت أحضرته لأشربه عند اللزوم، ولكن احتجته يومياً؛ لذا وبعد هذا الشرح التاريخي لتعاملي مع الأدوية النفسية منها، هل أنا الآن وكأني لم أشربه؟ أم أنها قد تركت آثاراً؟ وما هو الحال بالنسبة للأدوية الأخرى؟

3-ما هي المدة التي يستغرقها الجسم حتى يتخلص من تأثير الدواء؟

4-أريد طرق ووسائل للتخلص من تداخل الأفكار الشديدة؟

5-أحياناً أستيقظ وكأنني في حرب، وعندي تسارع بالنبض يرافقه شديد تعرق باليدين، فلماذا هذا التسارع؟ وما سببه؟ وقد قال لي طبيب الباطنية والقلب: إنني والحمد لله لا أعاني من أي مشاكل صحية، فما الحل؟

6-كيف أتكيف مع قلقي؟ وهل التكيف معه ضروري؟ بحيث ألغي السلبي وأبقي الإيجابي؟

7-من أفضل: الموتيفال أم الدجماتيل لحالتي؟ وأيهما أشرب؟

8-أشعر أحياناً بدوار وارتباك مزعج جداً مع تشتت قليل، فكيف ألغيه تماماً؟ وما سببه؟

9-أشعر أن الدجماتيل مزعج أحياناً؟ فهل هو كذلك؟ وهل يسبب في تسارع النبض؟

10-بشكل عام: ما رأيك بحالتي يا دكتور؟ وبرأيك ماذا ينقصني؟ ولو كنت مكاني ماذا فعلت؟
بالنهاية لقد -والحمد لله- تخلصت من كثير من المشاكل؛ لذا أريد التخلص من كل المشاكل، والحمد لله لا أخاف شيئاً هذه الأيام، ولك من الله الجزاء يا دكتور محمد، وبارك الله فيك، وأرشدك الطريق القويم والسداد، وأعطاك القوة دوماً.

وعندي مشكلة ثالثة:
منذ زمن وأنا أتمنى دراسة الطب، ولكن لم يحصل لي ذلك، ودرست تخصصاً آخر، ولكن يبقى في داخلي حلم بدراسة الطب، ولا أتخيل نفسي إلا طبيباً، فماذا أفعل؟ وكيف أتكيف مع وضعي ووظيفتي وتخصصي؟ علماً بأنني والحمد لله مؤمن بالله وقدره، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وعدم تكيفي يصنع لي مشاكل كبيرة، وعدم رضا بالواقع، وأحلام يقظة، ومشاكل أخرى، ولكن ربما أحدّث نفسي بأن هناك مجالاً، لكن أرجع وأقول: فات القطار، علماً بأن دراستي ووظيفتي بعيدة عن الطب بعداً عظيماً.

فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ وكيف أرضى؟

وشكراً لكم أولاً وآخراً ودوماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أوضح لك أن دواء دوجمتيل وموتيفال وفلونكسول هي بصفة عامة من الأدوية البسطية جداً، أي بمعنى أنها سليمة ولا تؤدي إلى تفاعلات سلبية، كما أنها غير إدمانية ولا تسبب أي نوع من التعود، ولا مانع مطلقاً أن تأخذ هذه الأدوية مع بعضها البعض، ولكن الأمثل من الناحية العلاجية هو أن يأخذ الإنسان دواء واحداً وبجرعة طبية، أي: بجرعة علاجية.

وإذا أردت أن تنتقل من أحد هذه الأدوية إلى الآخر، لا تحتاج لفترة زمنية فيما بينهما، أي بمعنى أنه إذا كنت على الدوجماتيل فيمكن أن تتوقف عنه مباشرة ثم تبدأ بالموتيفال أو الفلونكسول مثلاً، أي أنه لا حاجة للتدرج، ولا مانع أبداً أن تستعمل أحد هذه الأدوية مع الزاناكس، مع الحرص على أن استعمال الزاناكس لمدة طويلة لا ينصح به.

بالنسبة للدوجماتيل أقصى جرعة هي 600 ملج في اليوم، وبالنسبة للموتيفال في حالات القلق حبة صباحاً ومساء، أو حتى حبة ثلاث مرات في اليوم، أما الفلونكسول فهو يستعمل في القلق، ولكن أيضاً يستعمل لعلاج مرض الفصام، وذلك بجرعات عالية، بالنسبة للقلق الجرعة هي نصف مليجرام حتى ثلاث مرات في اليوم، وبالنسبة لعلاج الفصام يؤخذ 2 مليجرام ثلاث مرات في اليوم، هذه الأدوية كلها جيدة لعلاج القلق المرتبط بالقولون العصبي.

بالنسبة للنساء، لا نفضل استعمال الدوجماتيل كثيراً؛ لأنه ربما يرفع هرمون الحليب، إلا أن الدوجماتيل يعتبر دواء جيداً لعلاج القولون العصبي عند الرجال، الدواء الذي أفضله أنا شخصياً هو الفلونكسول، حيث إن آثاره السلبية قليلة جداً.

بالنسبة لأعراض التوتر والقلق، فمن أحسن طرق علاجها هي ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، ومحاولة مواجهة صعوبات الحياة، ووجود الحلول المناسبة.

للإجابة على سؤالك الأول بالنسبة للدنكست، إذا كان غير موجود فالدواء البديل له والأقرب له هو الفلونكسول، ولكن الفلونكسول أيضاً منتج دانمركي، ولا أعتقد أن هذه الأدوية قد أوقفت؛ لأن الأدوية قد استثناءها من المقاطعة، وإذا لم تحصل على الفلونكسول فالبديل الآخر هو الموتيفال.

ثانياً: أرجو أن تطمئن يا أخي أن الإنسان ما دامت الأجهزة الرئيسية التي تفرز الأدوية لديه سليمة وهي الكبد والكلى، فإن شاء الله لن يحصل له أي ضرر، وأرجو أن أؤكد لك أن هذه الأدوية قد غسلت تماماً من جسمك ومن دمك ولا تأثير لها، هنالك أدوية تبقى لمدة يومين بعد التوقف عنها، وذلك مثل الزولفت، ودواء مثل الزاناكس ينتهي بعد 8-9 ساعات، فأرجو أن تطمئن اطمئناناً كاملاً يا أخي؛ لأنه إن شاء الله لا أثر سلبي مطلقاً سوف يصيبك مما استمعلته من أدوية في السابق.

ثالثاً: المدة التي يحتاجها الجسم تختلف من دواء إلى دواء، ومعظم الأدوية تنتهي في ساعات، وبعضها ينتهي في أيام قليلة، وهناك دواء مثل البروزاك على سبيل المثال يحتاج إلى مدة أسبوع، وهناك دواء آخر مثل اللثيام (Lithum) قد يحتاج إلى مدة أطول قد تصل إلى أسبوعين.

رابعاً: علاج تداخل الأفكار يتم عن طريق الاسترخاء المتواصل، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، ومحاولة الاسترشاد، ومرافقة الأشخاص الذين يفكرون إيجابياً؛ لأن الإنسان إذا رافق أو زامل الشخص الإيجابي سوف يساعده ذلك كثيراً في ترتيب أفكاره، كما أن تناول الأدوية المضادة للقلق بالتأكيد يفيد في تنظيم الأفكار وعدم تداخلها.

خامساً: تسارع ضربات القلب ناتج عن إفراز زائد في مادة تعرف بـ (ادرانيل)، وهي تفرز في حالات الهرع والقلق والتوتر، إذن كل الذي يحدث لك هو ثانوي لإفراز هذه المادة وناتج عن القلق، الأدوية التي تستعملها تساعد في علاح القلق، إما إذا كان التسارع في النبض بدرجة مزعحة، فيجب أن تضيف دواء آخر يعرف باسم أندرال، والجرعة التي تأخذها هي 20 مليجرام في اليوم، وهذا الدواء بالتأكيد يتحكم في سرعة النبض، ويرجعه بإذن الله إلى وضعه الطبيعي.

سادساً: بالطبع الإنسان يحتاج إلى درجة من القلق حتى ينجح؛ لأن القلق هو الطاقة التي تعطي الدافعية، فياحبذا لو استطاع الإنسان أن يتخلص من الجوانب السلبية في القلق ويستفيد من الجوانب الإيجابية.

سابعاً: أجبنا على ذلك سابقاً، وهو أن التفضيل بين موتيفال والدوجميتال لا يتم في جميع الحالات، فهناك من يناسبهم الموتيفال وآخرون يناسبهم الدوجمتيل، وأرى أن في حالتك الموتيفال أفضل.

ثامناً: هذا الدوار والارتباك هو جزء من حالة القلق التي تنتابك، وكذلك التشتت تستطيع أن تتخلص منه كما ذكرت لك سابقاً بالاسترخاء، والتفكير الإيجابي، وتنظيم الوقت، وتناول الأدوية.

تاسعاً: كما نصحتك سابقاً، لا داعي لاستعمال الدوجمتيل ما دام أنه يسبب لك هذه المشاكل، ويمكنك استعمال الموتيفال كبديل له.

عاشراً: إن شاء الله يا أخي لا ينقصك شيء غير الثقة في نفسك، فعليك أن تزيد من ثقتك في نفسك، وأن تنظم وقتك، وأن تكون إيجابياً وفعالاً، هذا هو الذي أنصحك به، وأنت إن شاء الله سوف تجد أن الأمور أصبحت بالنسبة لك أكثر يسراً وسهولة.

بالنسبة لحلمك أن تدرس الطب، لا أعتقد أن الطب هو أكمل الوظائف أو غاية، هنالك الكثير من الأطباء الذين لم يجدوا عملاً، أو لا يجدون عملاً، وهنالك الكثير من الأطباء الذين لم يوفقو في مهنتهم، أنت الآن تبلغ من العمر 25 عاماً، وأرجو أن تقتنع أنه لا مجال لك بعد ذلك أن تدرس الطب.

فأرجو يا أخي أن تقتنع بما أنت فيه، ونسأل الله أن يجعل لك خيراً، ويبارك لك فيما تقوم به من عمل الآن، وعلى الإنسان أن يكون قنوعاً بما وجد، وليس كل ما نتمناه هو جيد، أو هو الشيء الذي يناسب حياتنا في جميع الحالات، فالإنسان ربما يحب شيئاً ويكون ذلك شراً له، وربما يكره شيئاً ويكون ذلك خيراً له، فأرجو أن تقتنع بما أنت فيه، وتسأل الله أن يسدد خطاك، والإنسان يمكن أن يتميز في أي مهنة، إذن القضية ليس ما أقوم به، إنما كيف أتفوق وأبدع وأتميز وأكون قنوعاً؟

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محمد الحارثي

    ,اندرال استخدمه مع الدوجماتئل

  • أمريكا حنان كامل على

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً