الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف رهيب ونسيان مستمر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني كثيراً من النسيان المستمر، وأصبحت في الفترة الأخيرة أتحدث مع الأشخاص دون أن أدري ماذا أقول؟! وإذا تحدثت عن شيء معين بعد خمس دقائق من انتهائي من الحديث في الموضوع أنسى ما قلت.

كما أنني أعاني من خوف رهيب يسيطر عليّ، وهو خوفي من فقدان أمي، وخوفي من فقدان خطيبي، وخوفي من فقدان عملي، وأتصرف على هذا الأساس، مثلاً عندما أذهب إلى العمل أتخيل أن أحداً يكلمني على تليفون سيارتي، ويقول شيئاً غير جيد عن أمي.

أو عندما يكون خطيبي معي أخشى أن نشتبك سوياً في مناقشة، وأن تؤدي إلى الانفصال، فأنا أعاني من النسيان والخوف.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona mohammed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمعاناتك من النسيان المستمر، من الواضح أنها مرتبطة بالقلق والتوتر، خاصةً أن لديك ما يعرف بالقلق التوقعي، أي أنك دائماً تتوقعين نتائج عكسية للأشياء التي تقومين بها، أو بمن هم حولك، وقد اختلط هذا الأمر بنوع من التفكير الوسواسي، مما جعلك أيضاً تكونين ضعيفة التركيز، وأدى إلى المخاوف التي وردت في رسالتك.

أرجو أن تنظري إن كانت هنالك أي أسباب أدت إلى هذا القلق وهذه المخاوف، أرجو أن تحاولي دراستها ومعالجتها، وإزالة هذه الأٍسباب إن وجدت كما ذكرت.

أما إذا كان الأمر فقط متعلقاً بشخصيتك، فأرجو دائماً أن تحاولي أن تقنعي نفسك أن هذا مجرد قلق، وهو تفكير غير منطقي، ولن تحدث أبداً الأشياء السلبية التي تنتاب تفكيرك من وقت لآخر.

وسيكون أيضاً من المفيد لك بالطبع أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، والدواء المفضل في حالتك هو بروزاك، يمكنك أن تتناوليه بجرعة 20 مليجراماً يومياً، لمدة ثلاثة أشهر، فهذا الدواء كما ذكرت هو من الأدوية المفيدة والسليمة جداً، ويستعمل كثيراً في علاج القلق والوساوس والتوتر والاكتئاب.

وسيكون أيضاً من الأشياء الهامة بالنسبة لك، أن تأخذي قسطاً كافياً من الراحة، فالراحة والنوم الكافي من الأشياء الأساسية لتحسين الذاكرة والتركيز لدى الإنسان، أو يا حبذا أيضاً لو مارست أي نوع من الرياضة، فممارسة الرياضة أيضاً تنشط الدورة الدموية وتقوي التركيز.

نصيحتي لك أيضاً هي أن تحاولي أن تقرئي بعض المواضيع القصيرة، أي: لا تقرئي مواضيع طويلة، حاولي أن تقرئي الموضوع أكثر من مرة، حتى تستوعبيه بصورة تامة، ثم بعد ذلك تحاولين استذكاره بعد ربع ساعة من قراءته.

أرجو أن تكرري مثل هذه التمارين بصورة مستمرة.

سيكون من الجيد لك أيضاً أن تقومي بعمل بعض تمارين الاسترخاء، وهنالك عدة كتيبات وأشرطة موجودة بالمكتبات، أو يمكنك الاستعانة بأي أخصائية نفسية، وليس طبيباً نفسياً، من أجل أن تدربك على هذه التمارين بالصورة الصحيحة، وهذه التمارين في أبسط صورها، هي أن تجلسي في مكان هادئ، ويفضل أن تستلقي وأن تغمضي عينيك وتفتحي فمك قليلاً، ثم تأخذي نفساً عميقاً جداً، وهذا هو الشهيق، ولابد أن يكون ببطء، وأن تستغرق مدته من 45-60 ثانية، ثم بعد ذلك تمسكي الهواء، وبعد ذلك يأتي إخراج الهواء أو الزفير بنفس القوة والبطء الذي قمت به في الشهيق.

كررري هذا التمرين ثلاثة إلى أربع مرات في الجلسة الواحدة، ويجب أن يكرر التمرين مرتين على الأقل في اليوم.

بجانب ذلك توجد تمارين أخرى تعتمد على التأمل واسترخاء مجموعة العضلات المختلفة بالجسم.

هذه إن شاء الله أيضاً تساعدك كثيراً في عملية التذكر والاسترخاء، وسوف تقلل إن شاء الله من القلق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً