الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف الشديد عند صعود الطائرة.. أسبابه وعلاجه

السؤال

السلام عليكم.
يعطيك العافية يا دكتور!

أنا أعاني من خوف شديد غير طبيعي، وعدم التركيز، وضعف الذاكرة، وكل هذا غير مهم، المهم عندي الخوف من الطيران! فبمجرد ما تقفل الطائرة الأبواب ينتابني خوف شديد! وليس خوفاً منها عندما تقع، ولا يوجد لديّ خوف من المرتفعات، وبسبب خوفي الشديد تنازلت عن كثير من حقوقي، وسبق أن تناولت (زولفت) لمدة سنتين ونصف، ولا توجد نتيجة، وعندي صديق نصحني بتناول (زيروكسات)، وإن شاء الله عندي سفر إلى الدوحة الأربعاء 1/3 لمدة 3أيام، فإذا كان بالإمكان أن أزورك في العيادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقة، فإن الأعراض التي ذكرتها وهي المعاناة من الخوف وعدم التركيز وضعف الذاكرة، في نظري هي مهمة جداً، لأنها هي الأساس الذي يجعلك تخاف عندما يقفل باب الطائرة، فالخوف بعد أن يغلق باب الطائرة هو في الحقيقة نوع من الخوف من الأماكن المغلقة أو الأماكن الضيقة، وفيه أيضاً شيء من الخوف من الطيران، وإن كان ذلك لم يخطر ببالك.

بصفة عامة أنت تعاني من قلق، أو أن شخصيتك تحمل سمات القلق، وهذا بالتأكيد جعلك تعاني من ظاهرة الخوف والضيق عندما تقفل الطائرة أبوابها.

نصيحتي لك أيها الأخ الكريم هي أن تكثر من اقتحام الأماكن الضيقة، مثل المصاعد الكهربائية، وأن تحاول دائماً أن تأخذ نفساً عميقاً وببطء حين تكون في مثل هذه المواقف، وعليك أن لا تتجنبها، وفي نفس الوقت عليك أن تحقر فكرة الخوف حين تقفل أبواب الطائرة، خاطب نفسك بقوة وشدة، وقل إني والحمد لله لست بقلق، وأستطيع أن أواجه هذا الموقف، وأنا واحد من ملايين الركاب الذين يستعملون الطائرات أو الأماكن الضيقة.

هذا هو الشق الأول من العلاج، أما الشق الثاني من العلاج فهو تناول الأدوية، فهنالك والحمد لله أدوية فعالة وممتازة جداً، وكما ذكرت ربما يكون من بينها الزيروكسات، وهو علاج فعال وممتاز، وهو مفيد في جميع أنواع القلق المرتبط خاصة بالمخاوف، يمكنك أن تبدأ استعماله بجرعة نصف حبة أي 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بنفس المعدل أي نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وتظل على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تبدأ في تخفيض الجرعة بعد ذلك بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عنها، وهنالك دواء آخر يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تتناوله بواقع حبة واحدة من فئة نصف مليجرام في الصباح يومياً لمدة شهرين، وهذا الدواء مدعم وطيب جداً مع الزيروكسات.

العلاج البديل للزيروكسات هو سبراليكس، وجرعته هي 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع إلى 20 مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة شهرين، ولكن الزيروكسات يعتبر هو الأفضل ويمكنك أن تبدأ في تناوله.

سيكون يا أخي من المفيد لك جداً أن تمارس الرياضة، خاصةً رياضة المشي، وسوف تستفيد أيضاً بإذن الله كثيراً من ممارسة تمارين الاسترخاء، وهنالك عدة كتيبات وأشرطة تفيد في كيفية إجراء هذه التمارين، وبصفة مبسطة جداً تتكون هذه التمارين من الاستلقاء في مكان هادئ جداً، ثم بعد ذلك تقوم بغمض عينيك وفتح فمك قليلاً، وتأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً، وهذا هو الشهيق، ويفضل أن تأخذه عن طريق الأنف، وبعد أن تملأ صدرك بالهواء أمسك الهواء في صدرك لمدة 15 ثانية، ثم بعد ذلك يأتي إخراج الهواء أي الزفير، ويكون بنفس المستوى، أي بالشدة والبطء التي قمت بها في إجراء الشهيق.

كرر هذا التمرين ثلاث إلى أربع مرات في كل جلسة، بمعدل مرتين أو ثلاث في اليوم، وهنالك أيضاً تمارين أخرى تقوم على التأمل واسترخاء العضلات، كلها إن شاء الله فيها فائدة كبيرة جداً بالنسبة لك.

كنت أتمنى أن نلتقي بالدوحة، ولكن قطعاً سوف تصلك هذه الرسالة بعد يوم 1/3، علماً بأني كنت أنا أيضاً في إجازة في الفترة المذكورة، وأسأل الله أن يجعل لنا لقاء في وقت آخر.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً