الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتضايق من كثرة ضيقي! ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أما بعد:
أنا متزوجة ولديّ بنت وولد، والحمد لله ملتزمة في الصلاة، ولا أفوت فروضها، وأقرأ القرآن والدعاء والحمد لله، ولكن أصبحت في الآونة الأخيرة كثيرة الضيق والقلق! ويدومان معي لفترة طويلة من الوقت، وفي بعض الأحيان أتعلل بأسباب لا معنى لها؛ حتى أبرر سبب ضيقي (طفشي)، وقد يكون بعضها لا يسبب أيّ نوع من هذا الضيق، بل أتمسك به.

وفي فترة نومي أجده متقطعاً -ليلاً ونهاراً- وتأتيني حالة من الأرق لا أعرف أسبابها، حتى بدأ زوجي يتضايق من كثرة ضيقي! ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحالة الزهق هي في الحقيقة تعادل حالة الاكتئاب النفسي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة، والزهق أو الطفش يؤدي إلى الأعراض التي ذكرتيها وهو فعلاً يحس فيه الشخص بأنه متضايق وربما يسبب مضايقة للآخرين، هذا العمر وهو 35 سنة هو العمر الذي قد تصاب فيه الكثير من النساء بمثل هذه الحالة، وتشتد هذه الحالة لدى بعض الناس أيضاً في فترة ما قبل الدورة الشهرية.

إن شاء الله علاج هذه الحالة ليس بالصعب أبداً، فمن الناحية النفسية الإرشادية أرجوك أن تفكري بصورة إيجابية، وأنت والحمد لله ربة أسرة ولديك ذرية، وهذه نعمة كبيرة، كما أن لديك وظيفة، وعليك أن ترفعي من معنوياتك بتذكرك لهذه الإيجابيات، كما أنك بفضل الله تعالى ملتزمة بدينك، وهذا في حد ذاته يعتبر رصيداً كبيراً.

الشيء الثاني هو أرجو أن تعبري عن نفسك خاصةً في الأمور التي لا ترضيك، فأرجو أن لا تتركي الأمور حتى تتراكم وتتكاثر في داخل النفس، مما يؤدي إلى الضيق والشعور بالضيق.

إذن عليك التفريغ النفسي والتعبير الآني، فهذا إن شاء الله مفيد جداً.

الأرق يمكن أيضاً التغلب عليه بمحاولة تنظيم فترات الراحة والنوم، عليك أن تتجنبي النوم أثناء النهار، وأن تركزي فقط على النوم في أثناء الليل، وأن تثبتي وقت الذهاب إلى النوم، والشيء الذي أنصح به أيضاً هو أن لا تتناولي أي شاي أو قهوة أو المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الببسي والشاي، أو المشروبات الأخرى بعد الساعة السادسة مساءً، أرجو أن لا تتناوليها مطلقاً، ويمكن أن تتناولي الحليب الدافئ قبل النوم.

لا شك أن الأدوية تعتبر هامة في حالتك، وسوف تجدين فيها خيراً إن شاء الله وفائدة كثيرة، الدواء الذي أود أن تتناوليه هو العلاج الذي يعرف باسم موتيفال، ودواء آخر يعرف باسم فافرين.

بالنسبة للموتيفال أرجو أن تتناوليه بمقدار حبة واحدة ليلاً، وبالنسبة للفافرين أيضاً تتناوليه بمعدل 50 مليجراماً ليلاً، أرجو أن تستمري على هذين الدوائين لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك لم يمكنك أن تتوقفي عن الموتيفال، وارفعي الفافرين إلى 100 مليجرام، واستمري عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك ذلك خفضي الفافرين إلى 50 مليجراماً واستمري عليه لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عنه.

توجد أدوية كثيرة أخرى بديلة، وهي متوفرة الآن في السودان، منها أحد الأدوية القديمة يعرف باسم تربتزل، وجرعته هي 25 مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 50 مليجراماً، وتستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضيها إلى 25 مليجرام لمدة شهرين آخرين.

هذا الدواء دواء أيضاً طيب وجيد، ويعالج القلق والاكتئاب، ويحسن النوم، ولكنه ربما يسبب نوعاً من الجفاف في الحلق، والإمساك، وكذلك الثقل بالعينين.

هنالك مجموعة أخرى من الأدوية مثل سبراليكس، وجرعته هي 10 مليجرامات ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجراماً، ومدة العلاج هي أيضاً ستة أشهر، وهنالك علاج آخر يعرف باسم زولفت، وجرعته هي 50 مليجراماً يومياً لمدة ستة أشهر.

الدواءان الأخيران ربما تكون تكلفتهما المالية فيهما عالية بعض الشيء، ولكن الحمد لله الآن لديك خيارات كثيرة، يمكنك أن تتخيري منها ما تشائين، والذي أود أن أؤكده لك أنه بإذن الله حالتك هذه يمكن علاجها بصفة تامة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً