الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدرس في مدرسة فيها اختلاط وعري.. ماذا أفعل؟

السؤال

أنا أدرس في مدرسة سيئة جداً، وجميع المدارس سيئة، فيها اختلاط وعري، ماذا أفعل؟ هل أقاطع التلاميذ وأتخاصم معهم وأشتمهم، أم ماذا؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إدريس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك، ويشغلك بطاعة مولاك، وأن يرزقنا جميعاً الثبات حتى الممات.

والمسلم لا يكون سباباً ولا لعاناً، ولا فاحشاً في ألفاظه، ولا بذيئاَ في أقواله، والكلمة الطيبة صدقة.

في الحقيقة كنت أتمنى أن أعرف مرحلتك الدراسية، حتى أحدد مهمتك بدقة، ولكن على كل حال أرجو أن تبدأ بدعوة من تظن فيه الخير إلى التمسك بالآداب والالتزام بالسنة والكتاب، شريطة أن يكون ذلك برفق وحكمة ولطف، فإن الداعية مثل الطبيب يترفق بالمدعوين، ولا تستعجل النتائج، فإن من واجبنا أن ندعو، لكن الهداية بيد الله، والإنسان عليه أن يقول الكلمة النافعة، ولا يدري بعد ذلك متى تثمر وتنتج، ولكن حسبه أن الله ادخر له الأجر والثواب، وأدى ما عليه وأعذر إلى الله.

والمؤمن مصباح، والمصباح لا يقول ما بال الدنيا مظلمة، ولكن حسب المصباح أن يقول هاأنذا مضيء، فالإسلام دين يبغض السلبية، ولأن يضيء الإنسان شمعة خير من أن يلعن الظلام.

وأرجو أن تحرص على التمسك بآداب الإسلام، لتكون كالشامة بين الطلاب، واعلم أن الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس.

وإذا كانت كل المدارس سيئة، فهذا ينبغي أن يزيد من جهدنا وعزمنا على الإصلاح، مع أن بذرة الخير موجودة في كل زمان ومكان، ولكن أدعوك إلى الالتزام بآداب الإسلام، والبعد عن مواطن النساء، والإنابة والاستغفار لرب الأرض والسماء، ونذكر أن الله أمر المؤمنين بغض أبصارهم فقال سبحانه: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))[النور:30] واعلم أن النظر سهم مسموم، وأن الإنسان إذا حفظ الله في نظرات وخطراته وخطواته، عصمه الله من السوء والفحشاء، وبلغه الخير والعلياء.

أما بالنسبة للخصومة والشتم والسب، فليست من أخلاق الإسلام في شيء، وإذا قمنا بسب الغافلين فإن ذلك قد يدفعهم إلى سب ديننا، ومن هنا كان التوجيه القرآني: (( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ))[الأنعام:108].

فحدد هدفك وقم بدورك واذكر ربك، واقبض على دينك كالقابض على الجمر، وسِر في طريق الخير ولا توحشنك قلة السالكين، وابتعد عن طريق الغواية، ولا تغتر بكثرة الهالكين، والزم طريق المتقين، وأحسن إلى الغافلين، وأبشر فإن الله سبحانه (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ))[النحل:128].

ونسأل الله لك السداد والثبات، والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً