الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الجلوس مع الناس

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من توتر نفسي حيث أخاف من الجلوس مع الناس أو الذهاب عند أحد، حيث أتوتر وأشعر بانتفاح، وأريد الذهاب إلى التواليت، هذه الحالة منذ سنة ثانية جامعة أي منذ 6 سنوات تقريباً، أفيدوني لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمانة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الحالة التي تعانين منها تعرف بقلق الرهاب الاجتماعي، وهي بالفعل يشعر فيها الإنسان بالتوتر والقلق حين الذهاب إلى أحد أو مواجهة مجموعة من الناس، وهنالك من تكون له الرغبة في التبول بكثرة.

أولاً: أؤكد لك أن هذا الرهاب أو هذا الخوف الاجتماعي يمكن علاجه تماماً، أرجو أن تكوني صارمة مع نفسك، وأن لا تتجنبي المواقف الاجتماعية بقدر المستطاع، إذن العلاج الأساسي هي المواجهة والإكثار من هذه المواجهة.

ويمكن المواجهة في الأول تكون على نطاق الأسرة والمعارف، ودائرة صغيرة من الأصدقاء، ثم بعد ذلك يمكن أن تتسع هذه الدائرة، ومن الحيل أو الوسائل النفسية التي تساعد كثيراً العلاج أو التعرض في الخيال، بمعنى أن تجلسي يومياً لمدة لا تقل عن نصف ساعة مع نفسك، وتتخيلي أنك أمام جمعٍ كبيرٍ من الناس، وأنه قد طُلب منك التحدث إليهم، أو إلقاء درس أو محاضرة عليهم، عليك أن تتخيلي هذا الوضع، ويمكنك أيضاً أن تقومي بمخاطبتهم، كأنهم موجودون أمامك، وتقومي بتسجيل الدرس أو المحاضرة، أو الكلام الذي تقومين بإلقائه، ثم بعد ذلك عليك الاستماع لما قمت بتسجيله، هذا الخيال مهم جداً في كسر الحاجز النفسي المرتبط بالرهاب الاجتماعي.

الجانب الثاني في العلاج هو العلاج الدوائي، وهنالك أدوية فعالة جداً وممتازة جداً للتخلص من قلق الرهاب الاجتماعي، من أفضلها العقار الذي يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدئي بتناول هذا الدواء بمعدل نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفعي الجرعة بنفس هذا المعدل، أي: نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصلي إلى الجرعة العلاجية الكاملة، وهي حبة ونصف إلى حبتين في اليوم، وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تبدئي في تخفيض الجرعة بنفس طريقة البداية أي: نصف حبة كل أسبوعين حتى تتوقفي عنه.

ومن الضروري جداً الالتزام القاطع بتناول الجرعة والعلاج في وقته؛ لأن هذا ضروري جداً لعمل البناء الكيميائي المطلوب من أجل التحسن التام.

أرجو أن تثقي في نفسك، وأن تكون لديك قوة المواجهة، وأن تفكري دائماً أن الذين تتحدث معهم أو تقابليهم ليس لديهم صفات أفضل من صفاتك.
فإذن: عليك كسر هذا الحاجز النفسي، ومواصلة الدواء، وستجدين إن شاء الله أنك أصبحت أكثر جرأة وقدرة على مجالسة الآخرين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً