الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يعاني من ضعف الذاكرة مع غيبوبة.. كيف نتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبعث سؤالي بخصوص والدي العزيز، حيث إنه في هذه الفترة الأخيرة منذ حوالي شهرين وهو يشكو من ضعف في الذاكرة، ويقول إن لديه شبه غيبوبة تستمر معه فترة دقائق معدودة ثم تختفي، كما أنه يشكو من أنه عندما يخرج من البيت قد يتوه ولا يعرف المكان، وهو عنده 74 سنة، بصحة جيدة والحمد لله.

وكان يعاني من حين لآخر من ضغط الدم المنخفض، ولديه قصور في الدورة الدموية، حيث يضعف بصره بسبب ذلك، وقد قام بتحليل سكر، والحمد لله لم يوجد عنده سكر.

كما أنه يعاني من الرغبة في التبول كثيراً، خصوصاً بالليل، أرجو أن تدلوني على الأدوية المناسبة للشيخوخة حتى لا يتطور وضعه ـ الله يحفظه ـ أنا سألت صيدلياً فقال لي أن أعطيه أوكسبرال (فينكامين) قرص 30 جرام يومياً، ودوكسيل حبتين يومياً مع فيتامينات، هل هذه الأدوية ليس لها أضرار جانبية؟ وهل يوجد أي إضافة أو معلومات مفيدة في مثل حالته؟ ولأي دكتور أذهب به بخصوص تكرار البول؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/رجائي حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك واهتمامك بأمر والدك.

لا شك أن ضعف الذاكرة في مثل هذا العمر وبمثل هذه الصورة التي ذكرتها في الغالب بداية لمرض العته أو الخرف، والذي يُصيب هذه الفئة العمرية، حيث إن حوالي 20-25% من الناس في هذه المرحلة العمرية يُعانون من ضعف مرضي في الذاكرة، أو ما يُعرف بعلة الزهايمر.

وحتى أكون صادقاً معك هنالك بعض الفحوصات التي لابد أن تُجرى، وهي أخذ صورة مقطعية للمخ لتحديد ما إذا كان هنالك ضمور في خلايا المخ أم لا؟ ودرجة هذا الضمور إن وجد، وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد درجة هذه العلة.

والدك يُعاني من بعض القصور في الدورة الدموية، وهذا في حد ذاته يؤدي أحياناً إلى إضعاف الذاكرة.

قصة تنشيط الذاكرة حقيقة هي معقدة جداً، وقد جربت الكثير من الأدوية في الآونة الأخيرة، ولكن جدواها ظل مشكوكاً فيه، وإن كان هنالك بعض التقارير التي تُشير إلى أن الأدوية المضادة للخرف أو العته إذا استعملت في بداية المرض ربما تُساعد كثيراً في اختفائه، أو على الأقل أن لا يتطور.

هنالك دواءان هما الآن يُستعملان لضعف الذاكرة المرتبط بعلة الزهايمر أو العته، والدواء الأول يعرف باسم (Aricept)، وجرعته هي 5 مليجرام في اليوم، يمكن أن تُرفع إلى حبتين في اليوم.

والدواء الثاني يُعرف باسم (Reminyl)، وجرعته هي 2 مليجرام في اليوم، ترفع بالتدرج حتى تصل إلى 12 مليجرام في اليوم، ولكن أيها الأخ الكريم لا أنصح أن تبدأه على هذه الأدوية دون إجراء الفحص المقطعي للدماغ، وكذلك استشارة أحد الأطباء الذين يُشرفون على علاجه، خاصةً أن هذه الأدوية باهظة التكلفة.

أما بالنسبة للأدوية التي ذكرها لك الأخ الصيدلي، خاصةً الدوكسيل، والفيتامينات، فلا بأس أبداً من استعمالها، فالدوكسيل يُعرف عنه أنه ينشط الدورة الدموية بدرجةٍ كبيرة، وربما يؤدي ذلك إلى نوعٍ من التحسن في التركيز، فلا بأس أن يتعاطاه والدك.

أما الدواء الآخر أوكسبرال.. فلا أرى أن هنالك حاجةً له.

بالنسبة لتكرار التبول في هذا العمر، فربما يكون ذلك مرتبطاً بالتهاب أو تضخم في غدة البروستاتا؛ حيث أن أحد أعراض تضخم هذه الغدة خاصةً لدى كبار السن هو الإكثار من التبول الليلي، مع ضعف في تيار البول، والشيء الذي أنصح به هو أن تعرض والدك على أحد الأطباء المتخصصين في علاج المسالك البولية.

أسأل الله له الشفاء والعافية، وأكرر شكري وتقديري لك.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد الغزاوى

    الدوكسيل يكاد ان يكون داء وليس دواء بسبب اعراضه الجانبية وقد اوقفته وزارة الصحة بأمريكا وانتجت بديل له اقل ضررا وللعلم يستخدم لعلاج السرطان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً