الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن يقيم في بلاد الكفار

السؤال

السلام عليكم.
أتمنى لكم التوفيق في عملكم هذا..
أنا أعيش في أسبانيا لأجل العمل، من ناحية الدين الحمد لله أقوم بكل واجباتي المفروضة، لكن في وسطهم أي الكفار لست مطمئناً، انصحوني يرحمكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


Salam alaykom، Atamana lakom atawfika fi amalikom hada. ana aicho fi españa liajli al amal min nahiati adin al hamdo lilah akomo bikoli el oijibati el mafroda lakin fi oisatihom ay al kofar lasto motmainan، Insahoni bi chayhi yarhamokom alah، Salam alaykom warahmato alahi wabarakatuho.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين العابدين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله العظيم أن يوفقك وأن يثبتك، وأن يحفظ لك دينك وإيمانك حتى تلقاه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

إن الإقامة بين أظهر المشركين أمرٌ له خطره وضرره، والصواب أن ينحاز المسلم إلى بيئة طاهرة ويبحث عن رفقة صالحة تذكره بالله إذ نسي، وتعينه على طاعة الله إن ذكر، ويأمن بذلك على نفسه وعرضه، وما شرعت الهجرة إلا لتحقيق هذه المعاني العظيمة.

أنت -ولله الحمد- محافظٌ على الفرائض كما ذكرت، ولكن للمسلم رسالة في الدعوة إلى الله، ولابد من أن يتمكن المسلم من إظهار شعائر الدين، ثم يجتهد في دعوة الحيارى لطاعة الله رب العالمين، فإذا كان وجودك يحقق هذا المعنى فأرجو أن ينفع الله ببقائك هناك، أما إذا كان وجودك من أجل الدنيا فقط فاعلم أنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها، وفي هذه الحالة عليك أن تسارع بالرجوع إلى بلدك الإسلامي لتكون مع أهلك وإخوانك المسلمين، وإذا كان الوالدين على قيد الحياة فإن من تمام البر بهما أن تكون قريباً منهما، وعليك أن تجتهد في البحث عن مصدر رزق حلال.

وتزداد أهمية العودة إلى بلاد المسلمين عندما يكون لك أطفال؛ لأنه من الخطورة أن يترك المسلم أبناءه في بلاد الشهوات والهفوات، وما أكثر النادمين من أبناء هذه الأمة والذين دفع بعضهم ثمناً باهظاً لوجوده في وسط الكافرين، فعقد ذريته، وخسر ثمرة الفؤاد، لم تنفعه الدراهم التي جمعها ولا القصور التي سكنها.

والإنسان يعلم حقيقة نفسه، فقد يضعف فيسقط، والشيطان يزين القبيح، وإذا لم يكن للإنسان دين يردعه وورع يحجزه وعلم يرد به الشبهات، وقبل ذلك توفيق الله ورعايته فلابد أن يضل وينحرف، وقد يألف بعض المنكرات لكثرتها والعياذ بالله.

وعليك بالتوجه إلى الله، وصلِّ صلاة الاستخارة، واسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وعليك بمشاورة أهل الصلاح والخير .
سدد الله خطاك وبلغك منازل رضاه، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً