الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضني زوجاً لابنته لأنه لا يحب أبي!

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي باختصار أني أحب بنت عمتي وهي تحبني حباً جنونيا، وأريدها وهي تريدني، وطلبتها من والدها الذي يكون ابن عم والدي وزوج عمتي عدة مرات، وأرسلت له أناسا من أقربائي وحاولت عمتي معه، ولكنه رفضني بقوة، مع أنه يمدحني في كل مكان ويحلف للناس أنه يحبني أكثر من أبنائه!

حجته كانت أنه لا يحب أبي، مع أن أبي يقيم مع أهلي في دولة أخرى، حاولت معه بكل الطرق ولكنه رفضني حتى أني قلت له: إني سأسكن بعيداً عن أهلي حتى إن أبي لا يأتي إلا كل 7 أعوام.

والآن هي تبكي لي دائماً، الكل موافق علي إلا هو، مع أني شاب مستقيم، يريد أن يزوجها من شاب لا تريده هي.

دلوني جزاكم الله خيراً فأنا لا أعرف ماذا أفعل! فهي لا تستطيع أن تقول له أي شيء لأن أباها في البيت دكتاتوري، دلوني جزاكم الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسألا لله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإنّه لمن المؤسف حقاً أن يصرّ بعض الآباء على استمرار العداء، ويؤلمنا حقاً أن تتزوج الفتاة رغماً عنها من رجلٍ لا تريده، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن يتيمةٍ يريد أهلها أن يزوجوها من غنيٍ وهي ترغب في فقير، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: (زوجوها من الفقير فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح).

ونحن نتمنى أن نتعامل مع الموقف بحكمةٍ، وليس من المصلحة أن تدخل والدك في المشكلة؛ حتى لا يزداد تعقيدها، وأرجو أن تجد من الأعمام والأهل والأخيار من يعاونك على تجاوز هذه الأزمة، كما أرجو أن يتدخل الحكماء من الأعمام والعمات لإنقاذ تلك الفتاة، ولا شك أن الإسلام أقام الحياة الزوجية على الرضا والقبول، وجعل الأمر في يد الفتاة كما هي قصة الصحابية التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، فرد النبي صلى الله عليه وسلم نكاحها، ثم قالت الفتاة: أجزت ما فعله أبي، ولكن أردت أن يعلم الرجال أنه ليس لهم في الأمر شيء).

وأرجو أن يعلم ذلك الشاب أن الفتاة لا تريد الارتباط به، وأنه من الخير له ولها أن لا يتم ذلك المشروع الذي أسس على الإكراه والظلم، فإن الحياة الزوجية وفاق ومودة ورحمة، ونحن ننصحك بما يلي:

1- التوجه إلى من يجب المضطر إذا دعاه.

2- الحرص أن تكون علاقتك بالفتاة شرعية فلا تخلو بها، ولا تكلمها، واعلم أن للمعاصي شؤمها وآثارها، وأن الله تبارك وتعالى يخذل أهلها.

3- تجنب أسلوب التحدي، واعرف لوالد الفتاة مكانته.

4- ابحث عن أشخاص لهم تأثيرٌ على الرجل من العلماء والفضلاء.

5- أشغل نفسك بطاعة الله، واجتهد في بر والديك، وكن واصلاً للرحم مُساعداً للفقراء والمحتاجين ليكون رب العزة والجلال في حاجتك.

6- اعلم أن كل شيءٍ بقضاء وقدر، ولن يحدث في كون الله إلا ما أرده الله.

7- وثّق صلتك بالله، وتوكل عليه، وارض بمحكمه وقسمته.

8- اطلب من والدك أن يكون في الحياد ولا تخبرهم إلا بخير ما تسمع.

ونسأل الله أن يسهّل أموركم، وأن يغفر ذنوبنا وذنوبكم.

والله الموفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً