الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور المسلمين في المجتمعات الغربية

السؤال

ما هو دور المسلمين في المجتمعات غير الإسلامية؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ سهام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

كم هو جميل أن يسأل الإنسان المسلم عن دوره، وأجمل من ذلك أن يحرص المسلم على القيام بدوره والشعور بمسئوليته، فكل من قال لا إلا له إلا الله مسئول عن نشر الإسلام ونصره، وقد زادت سعادتي لكون السؤال من فتاة شابة والشباب أملنا بعد الله، والشباب قوة وحيوية، والمرأة هي صاحبة الدور الأكبر في نهضتنا وعزتنا، ووراء كل عظيم امرأة تدفع وتشجع وتناصر، وقد انتصر رسولنا بالشباب، وكان أهل الكهف من الشباب ((إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى))[الكهف:13]^، والشباب إذا آمن بدين انتصر له واجتهد في خدمته، فكيف إذا كان الدين هو الإسلام والثمن هو الجنة، والرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة!؟

ولا شك أن كل مسلم ومسلمة داعية لدينه وقيمة وعنوان لأمته وحضارته، ونحن نؤثر بأفعالنا والتزامنا أكثر من أقوالنا، فالحجاب دعوة وعفة، وطهارة، كما أن حسن الأدب وصفاء النفس وأداء الأمانة وصدق التوجه هي أكثر ما يؤثر في الناس، وهل انتشر الإسلام في جنوب شرق آسيا، وفي أفريقيا خلف الصحراء، وفي كثير من المواطن إلا عن طريق طوائف من التجار الذين مثلوا الإسلام بصدقهم وأمانتهم فتبعهم الناس وأحبوهم!؟ وقد صدق من قال: (فعل رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل لرجل)، ونحن في زمان مل الناس فيه من كثرة الكلام، ولذا كان أهم ما ينبغي أن يحرص عليه المسلمون في بلاد الغرب هو التمسك بهذا الدين، وإظهار شعائره ومحاسنه، والمسلم ينبغي أن يكون معتزاً بدينه لأننا لا نستطيع أن نبلغ الإسلام إلا إذا شعرنا بعظمة بضاعتنا وكمال شريعتنا.

والمسلمون في بلاد الغرب إذا لم يكونوا دعاة للإسلام فإنهم يصدون عن الدين؛ لأن الناس بكل أسف ينظرون للإسلام من خلال أحوال وتصرفات المسلمين، وهذا يضاعف من مسئوليات كل من ينتسب لهذا الدين، وقد استمعت لبعض دعاة الإسلام وهو يعدد المعوقات التي تؤخر وتعطل مسيرة الدعوة فذكر منها مشكلة المسلمين القادمين من البلاد العربية والإسلامية، فاندهش من يحاوره وقال له: وكيف يكون المسلم القادم من بلاد العرب والمسلمين مشكلة في طريق الدعوة؟، فقال له الداعية: إننا نحدث الناس عن دين يحرم الخمور والفجور فيأتي من يقع في هذه الموبقات، وربما قال لنا بعضهم أن الذي يدعون إليه لحسن وجميل، ولكن ما بال هؤلاء؟

ولا شك أن الغربيين كرهوا الحياة المادية وملوا من قسوتها ولن يجدوا ما يسعدهم إلا في هذا الدين الذي يجيب على الأسئلة الصعبة، ويوجد التصورات الواضحة للكون والحياة.

والإسلام دين يدخل القلوب بدون استئذان إذا أحسن الناس عرضه، وكل ما في الدين ملفت للنظر لأنه دين الطهر والنظافة، ودين العفة والعفاف، ودين العلم والإعجاز، وهو دين يوازن بين حاجات الروح والجسد، وقد دخلت امرأة إنجليزية كبيرة في السن لما رأت وشاهدت إكرام الإسلام للأمهات وكبار السن، وأدخلت امرأة فرنسية ولدها في الإسلام لأنها شاهدت أبناء جارتها المغربية يقبلون يدها ورأسها فأعجبها ذلك البر والإحسان ورغبت في ذلك التكريم وأيقنت أن ذلك لا يوجد إلا في الإسلام، وأسلمت مديرة مبيعات إنجليزية لما شاهدت امرأة مسلمة تتسوق وهي بكامل سترها وحجابها، وأسلم أحدهم عندما شاهد المسلمين يسجدون لله، وأسلمت فتاة لما شرحوا لها آية الحيض، ومن هنا يتبين لنا أن الإسلام دين يأخذ بالعقول ويمتلك القلوب، فهل نقوم بدورنا في عرض الإسلام؟ نرجو ذلك ونتمناه وأرجو أن نعرف أن للإسلام ربا يحميه وأن الخوف ليس على الإسلام ولكن على أنفسنا إذا قصرنا في القيام بدورنا.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة ام جود

    جزاك الله عنا خير الجزاء.كفيت ووفيت و اعاننا الله على بلاد الغربة و ثبتنا على دينه و وفقنا للدعوة .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً