الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصير الأطفال بعد الموت ومدى صلة الوفاة بدعاء الوالدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي في الله! جزاكم الله كل خير على هذا الموقع.

أود أن أسألكم بناءً على رغبة قريبة لي توفي لها ولد عن عمر (8) سنين، فهي تشعر بتعذيب الضمير كثيراً، حيث كانت تدعو عليه أحياناً عندما كانت تغضب مثل كل أم، وهي خائفة أن يحاسبها الله عز وجل على ذلك، وألا يكون قد سامحها ولدها الذي هو فلذة كبدها عما كانت قد قصرت بحقه، مع أنها كانت تطعمه أفضل طعام، وتلبسه من أفضل الثياب، ولكنها لضرورة التربية فقد كانت تقسو عليه بعض الشيء وتحرمه من بعض الأمور، كما أن هذا الطفل كان يدعو دوماً على نفسه بالموت مثل الشهداء، وأن يدخل الجنة، فما مصير هذا الطفل بعد الموت؟ هل هو طير في الجنة أم ماذا؟ وهل إذا كان في الجنة -إذا شاء الله عز وجل- ودخلت معه هل يكون على صورته كطفل أم يكون شاباً بعمر (33) سنة.
الرجاء إجابتي على أسئلتي هذه، وآسفة جداً على الإطالة، ولكن تعلمون مدى عظم المصيبة التي يمر بها أهله، أود أن أخبرهم وأواسيهم بما يفرح قلوبهم بإذن الله، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، سواءً كان السؤال لك أو لغيرك، فنحن هنا في خدمة الجميع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يجزيك خيراً على مساعدتك لقريبتك واهتمامك بها، كما نسأله تبارك وتعالى أن يربط على قلبها، وأن يرحم ولدها وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعله شفيعاً لهم يوم القيامة.

وبخصوص ما ورد بسؤالك: فلا يمكن لأحدٍ أن يجزم أو يقطع بأن دعاء هذه الأم على ولدها هو السبب في موته، فقد تكون وفاته لأشياء أخرى، إلا أن هذا لا ينفي أن يكون الدعاء من أهم الأسباب كذلك، لذا عليها أن تتوب إلى الله وتستغفره، وتدع حال ولدها ومصيره إلى الله جل جلاله، فالأمر كله بيد الله وحده.

وأما عن مصير الطفل فعلمه عند الله جل جلاله، نعم لم يبلغ الحلم ولم يجر عليه القلم، ولكن الجزم بالجنة أو النار ليس لأحد من البشر، فلقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على السيدة عائشة حكمها على طفل صغير بأنه من أهل الجنة، فقال لها وما يدريك يا عائشة؟

لكن جماهير أهل السنة والجماعة على أن أطفال المؤمنين على العموم في الجنة، وهو لم يرتكب من الذنوب والمعاصي ما يستحق عليه العقاب، والواجب علينا أن ندعو له ولغيره من المسلمين أن يجعلهم الله من أهل الجنة.

وبالنسبة لصورة المؤمنين في الجنة فهم نعم سيكونون في سن (33) سنة كما في تفسير قوله تعالى: ((عُرُبًا أَتْرَابًا))[الواقعة:37]، وهذا يشمل جميع أهل الجنة بصرف النظر عن أعمارهم التي ماتوا عنها.

ونسأله جل وعلا أن يربط على قلب هذه الأم، وأن يغفر لها مخالفتها لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان ينهى عن الدعاء على الأولاد مهما كانت أخطاؤهم وتصرفاتهم، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً