الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكذب المرضي وتقمص الشخصيات المهنية ما علاجه؟

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أكتب لكم وكلي أمل في أن أجد حلاً لمشكلتي.

المشكلة تتعلق بزوجي العزيز الذي أحبه كثيراً، لكني أشك أنه مصاب بنوع ما من الاضطراب النفسي وأريد مساعدته.

زوجي يبلغ من العمر 50 عاماً، ذو تعليم متوسط، ويعمل بالأعمال الحرة التي تدر عليه دخلا لا بأس به، المشكلة أنه دائماً ما يتقمص شخصية غير شخصيته، بل ويصدق الكذبة ويتمادى فيها، فحينا يدعي أنه طبيب مشهور، وأنه درس في أعرق الجامعات، بل يقوم بالكشف على المرضى وتقديم الاستشارة ووصف الدواء لمعالجتهم.

وعندما أطلب منه أن يتوقف عن الكذب، وأنه ليس كما يدعي، وأنه قد يعرض نفسه لمشاكل قانونية هو في غنى عنها، فإنه يثور ويغضب ويصر على كذبه، وهكذا بعد فترة يدعي أنه مهندس أو مسؤول كبير، وغير ذلك من الأكاذيب.

الحقيقة حالته تلك تسبب لي ولأبنائي الكثير من الإحراج، بل ويقتضي ذلك أن أبذل مجهوداً كبيراً لأغطي عليه وأحسن صورته أمام الآخرين، فما هذا الذي يعاني منه زوجي؟ حاولت إقناعه بالعلاج النفسي ولكنه ثار وغضب، أنا شديدة الخوف عليه أن يؤذي نفسه بهذه الأكاذيب، فما الطريقة التي يمكن أن أساعده بها؟ وهل في حالته هذه أي خطر علي أو على أبنائي بأي شكل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً، ونشكرك على اهتمامك بزوجك.

حسب ما ورد في رسالتك أرى أن زوجك في أغلب الظن يُعاني من نوعٍ من اضطرابات الشخصية، واللجوء لمثل هذا النوع من الكذب غالباً ما يكون ناتجاً عن الإحساس بنوعٍ من الاستمتاع الداخلي حين يروي هذه الأشياء التي هي ليست حقيقية، وهذا يُعرف بالكذب المرضي، وهو كما ذكرت يشعر الإنسان بنوعٍ من المتعة والاسترخاء حين يلجأ إليه، ويتخذه كوسيلة لأن يفرض الإنسان نفسه على المواقف، أو أن يحسن من صورته أمام الآخرين.

لا شك أنها علة اجتماعية كبيرة، وهي مضرة كثيراً، خاصةً أنها تمس مصداقيته، ولكن من ناحية الخطورة لا أرى أنه يشكل خطورة أبداً عليك وعلى أبنائك.

هذه الحالة تتطلب العلاج النفسي المتواصل، وهو يكون في شكل علاج عن طريق الكلام، وعن طريق مساعدته ليصيغ أفكاره بصورةٍ أفضل، وأن يستبدل هذه المتعة التي تحدث له مع الكذب بنوعٍ من التفاعل العكسي، أي أن يحس بالألم والضيق حين يكذب، وذلك يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي.

أرجو إقناعه بمحاولة التقدم إلى أماكن العلاج دون إضعاف موقفه وإشعاره بأنه مريض، فيمكن أن يقال له مثلاً: إننا نراك غير مرتاح، وأنك تُعاني من بعض الصعوبات، لماذا لا تذهب وتقدم نفسك لأحد المختصين في الصحة النفسية. ولا تستعملي كلمة الأمراض النفسية، فهذه أيضاً من الوسائل التي تقنع، وسيكون من الأفضل أيضاً إذا تحصلت على أحد الكتيبات التي كتبت عن الصحة النفسية والطب النفسي حتى إقناعه بأهمية هذا التخصص.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً