الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغيرة الشديدة على الزوج حتى من محارمه - العزوف عن الإنجاب بزعم الاكتفاء بطفل واحد لإعطائه الحب والحنان الكافيين

السؤال

أعاني من مشكلتين مهمتين، الأولى: أنني أغار بشدة على زوجي وأتعذب من هذه الغيرة؛ لأنني لا أستطيع أن أوقفها حيث أنني أغار إذا قبل أخته أو أمه أو بنت أخته أو ضم أخته إلى صدره أو بنات أخته أو خالاته أو عمته.. وذلك يعذبني، حاولت التأقلم ولم أستطع، أرجو المساعدة فالغيرة تدمرني.

مشكلة أخرى: أنني أغار من أي فتاة جميلة ودائماً أحاول أن أجد بها عيوباً أمام الآخرين حتى أثبت أنها غير جميلة مع أني والحمد لله جميلة ولا ينقصني شيء، ولكن إذا كان هناك أي رجل وحتى لو كان رجلاً غريباً ولا يهمني رأيه ولا يعنيني هو شخصياً ولكن هذا الرجل قال: إن فلانة جميلة أو أعجب بها فأجدني متضايقة ومغتاظة، وأسأله ما الجميل فيها، هذا كله مكياج وعدسات... إلخ، أما إذا كان هذا الشخص يعنيني مثل زوجي أو أخي أو أبي فتجدني متضايقة جداً لدرجة البكاء إن كان زوجي هو الذي قال فلانة جميلة، ساعدوني ماذا أفعل أرجوكم في كل المشاكل هذه.

لدي مشكلة أخرى أنني دائمة التفكير بعلاقة زوجي بخطيبته السابقة وأحزن كثيراً لهذا، ودائماً أتخيل المواقف التي عرفتها منه بالصدفة معها، وأتذكر الحوار الذي قرأته في إحدى رسائله لها أو رسائلها له، وأحزن كثيراً لهذا ودائماً أتذكر أي شيء حكاه هو لي أو عرفته أنا من الناس عن مشاريع زواج سابقة قبل ارتباطه بي، وعن فتاة كان يحبها أيام الدراسة، وأتذكر كل هذه الأشياء دائماً بل وأحاول معرفة المزيد من التفاصيل مع أنها تنغص علي حياتي، ولكن لا أعرف لماذا أريد أن أعرف كل شيء عنه؟ ثم ما يعذبني أكثر أنني دائمة المقارنة وأقول هو قال لها هكذا ولم يقل لي، هو أخذها في النزهة الفلانية وأنا لم يأخذني لأي مكان، هو إذن لا يحبني بل مازال يحبها وتزوجني فقط لمجرد أنه يريد أن يتزوج، ولم يتزوجني لشخصي، هكذا دائماً أحدث نفسي، وحتى أقول له هذا الكلام وهذه الأشياء تعذبني كثيراً وتحول حياتي إلى عذاب، لا أعرف ماذا أفعل؟

حاولت التناسي ولكن كلما حدث شيء مشابه لمعلومة أعرفها أتذكر موقفاً وأحزن، مثلاً: ذهبنا إلى مكان معين أسأل نفسي: هل أخذها إلى هنا؟ ولماذا يأخذني إلى نفس الأماكن التي كانا يذهبان إليها؟ هل هو يريد أن يتذكرها؟ هل أمسك بيدها كما يفعل الآن معي؟ وإذا كان فعل معها هذا إذن ما الذي يميزني عنها عنده.. ساعدوني .. أكاد أنهار.

المشكلة الثانية: أنا لدي طفل جميل والحمد لله أنا أحبه أكثر من نفسي، المشكلة أنني لا أتصور وجود طفل آخر أخاً أو أختاً له، ودائماً أقول في نفسي أن طفلي هذا هو الـ Boss كما يقولون ولا أريد أي أحد أن يكون في مكانه، وكلما قال لي أحد أو حتى زوجي بأن أنجب له أخ أو أخت تدور في نفسي هذه الأشياء، وأقول لهم: إن شاء الله إن شاء الله، ولكن في داخل نفسي لا أريد ولا أتصور.

دائماً أقول في نفسي أنني اكتفيت بولدي هذا عن العالم كله.. عمره الآن سنة ونصف.. هل هذه مشكلة نفسية؟ أرجوكم أن تساعدوني في الحل..
وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الأخت الفاضلة/‏Maha‏ حفظها الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنّه ليسرّنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في ‏موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعافيك من ‏هذه الغيرة الزائدة، وأن يرزقك العدل والإنصاف والرضا.‏

بخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك في ظروفٍ نفسيةٍ صعبة فعلاً؛ وذلك نظراً لهذه ‏الغيرة الزائدة، والتي يصعب عليك التخلص منها، وبما أننا نؤمن إيماناً جازماً بأن الله ما خلق داء إلا ‏خلق له دواء فإنني أبشرك بأن هذه المشكلة لها علاج، وأن نجاحه متوقف على إرادتك أنت وقدرتك ‏على تغيير نفسك، حيث أن الغيرة حالة عقلية صعبة وخطيرة، ومن المستحيل تحويلها إلى صفة فاعلة ‏أو مؤثرة إلا بالتخلص منها، فهو شعورٌ بالنقص شديد، حيث أن الغيور يخشى عدم قدرته على ‏الاحتفاظ لنفسه بشريكه أو ما حققه من إنجازات، أو حتى ولده، أو مظهره الخارجي.

لذلك تعتبر ‏الغيرة الشديدة المذمومة كالتي تُعانين منها حالة نفسية تستلزم العلاج النفسي والمساعدة الطبية، لذا ‏أنصحك بضرورة مراجعة أخصائي نفسي في أقرب وقت حتى فيما يتعلق برغبتك في عدم الإنجاب.‏

واعلمي أن حالتك لها علاج سهل وبسيط عند الأخصائيين النفسانيين حتى تستريحي تماماً وتنعمي ‏بالسعادة.‏

والله ولي التوفيق والسداد.‏



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً