الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنمية الثقة في نفوس الأطفال

السؤال

إخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله

كيف أنمي في أطفالي الثقة بالنفس في سن مبكرة (4 سنوات ونصف و16شهراً)؟

يسألني الأكبر منهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أدري كيف أبسط له الجواب ليناسب مداركه البسيطة؟ فكيف أفعل ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ Om rayan حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

قد أعجبني حرصك على غرس الثقة في نفوس أطفالك، وأسعدني سؤال طفلك عن أعظم من مشى على الأرض عليه صلاة الله وسلامه، والطفل دعاية لأهله وأسرته وعنوان لنوع الرعاية التي يحظى بها في بيته.

لا شك أن أمتنا تحتاج لأمهات عظيمات يرضعن أولادهن مع اللبن حسن الأدب وكمال الإيمان، ولا تظني أن الطفل يرضع حلبياً فقط، وإنما يرتضع خلقاً وأدباً وديناً، ووراء كل عظيم امرأة، وابن الزبير تربى على يد ذات النطاقين فنشأ قوياً في دينه وقوياً في بدنه وعظيماً في ثقته بنفسه، وشجاعته.

عندما مر عمر رضي الله عنه بالصبيان هربوا وتفرقوا ما عدا ابن الزبير، فسأله عمر رضي الله عنه: لماذا لم تهرب كما هرب أقرانك؟ فقال يا أمير المؤمنين: لم أخطئ، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسعها لك، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يغرس الثقة في نفوس الصبيان، فكان يسلم عليهم إذا مر بهم وهم يلعبون، وكان يكنيهم ويلاطفهم ويعيش اهتماماتهم فيقول (يا أبا عمير ما فعل النغير) ويقول لابن عباس وقد كان على يمينه فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم استأذن ابن عباس في أن يعطي الأشياخ فقال الغلام الصغير: (والله ما كنت لأؤثر بحظي منك أحداً) فتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الشراب في يده.

ومما يساعدنا في غرس الثقة في نفوس أطفالنا ما يلي:-

1- كثرة الدعاء لهم بالخير والتوفيق والسداد.

2- عدم مصادرة حريتهم في اللعب والحركة.

3- حسن الاستماع إلى أسئلتهم والتفاعل الإيجابي مع كلامهم.

4- ملاطفتهم والمسح على رؤوسهم ووضع اليد في أعلى ظهورهم لأن ذلك يدل على الافتخار بهم، ولا يخفى عليك آثار اللمسة الجانبية.

5- تعويدهم الاعتماد على أنفسهم وذلك من خلال:-

(أ‌) المشاركة في تنظيف مكانهم.
(ب‌) تعويدهم الأكل وباستخدام أياديهم وعدم الخوف على البساط أو الثياب ولو لطخوا أنفسهم.
(ج) عدم حل الواجبات المدرسية نيابة عنهم ولا بأس من مساعدتهم في حدود ضيقة.
(د) تكليفهم ببعض المهام التي تناسبهم.
(هـ) مشاورتهم في الأمور الخاصة بهم كلون الثوب، ونوع اللعبة والثناء على حسن اختيارهم.
(و) الحديث عنهم بالخير أمام من يحبون من الأرحام والجيران.

6- الاهتمام بتدريسهم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبطال الصحابة والسلف مع تبسيط معاني السيرة وتذكيرهم بضرورة التوقير والحب لرسول الله عليه وسلم الذي جاءنا بالخير، ولأنه يحبنا ولذلك فنحن نحبه صلى الله عليه وسلم، وعلامة حبنا أن نفعل ما أمر به ونحفظ القرآن الذي أنزله الله عليه، مع التركيز على سيرة أنس وأسامة بن زيد وابن عباس وغيرهم من أصحاب الهمم العالية الذين تربوا في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم.

7- تجنب التوبيخ والإهانة خاصة أمام الناس.

8- العدل بينهم في كل أمر حتى في اللمسة والقبلة والبسمة والنظرة.

9- عدم اللجوء إلى عقوبة الضرب إلا كحل أخير ووفق الضوابط الشرعية.

10- نسيان الأخطاء الماضية وفتح أبواب الأمل والرجوع إلى الصواب.

11- تجنب الخلافات الزوجية والمناقشات في حضورهم.

12- توفير الأمن النفسي لهم، وذلك بعدم تهديدهم بتركهم أو إنزالهم من السيارة.


والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً