الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الرهاب والاضطراب حال الإمامة في الصلاة

السؤال

أفتوني في أمري جزاكم الله عنا كل خير، ووفقكم لنشر هذا الدين الحنيف، وبعد:

فيوجد مسجد صغير بحينا، وفي غياب إمام المسجد أقوم بإمامة المصلين، وعندما أدخل في الصلاة الجهرية وأبدأ في قراءة الفاتحة أحس بارتعاش واهتزاز في جميع جسدي، وخاصة في صدري ورجلاي، علماً بأن الشيء لا يقع لي عندما أصلي بمفردي.

أعانكم الله على تبليغ هذه الرسالة الثمينة، وألف شكر وتقدير.

والسلام عليكم جميعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/إقبال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

حالتك إن شاء الله من الحالات البسيطة جداً، وهي تأتي تحت ما يُعرف بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، وهي حالة نفسية بسيطة تتفاوت في شدتها بين الناس، وغالباً ما يحس فيها الإنسان بالقلق والتوتر، والشعور بأنه سوف يفشل أمام الآخرين.

علاج هذه الحالة يتم دائماً عن طريق المواجهة وعدم تجنب المواقف التي يحس فيها الإنسان بالخوف.

وأود أن أقول لك: جزاك الله خيراً على قيامك بإمامة الناس في الصلاة في بعض الأحيان، ونصيحتي لك هي أن تتخيل حين تكون في المنزل أنك تقوم بإمامة مجموعةٍ كبيرة من الناس، أو أنه قد طلب منك فجأة أن تصلي بالناس صلاة الجمعة وأن تلقي الخطبة؛ وذلك بعد أن تغيب الإمام لسببٍ طارئ، أرجو أن تعيش هذا الخيال لمدةٍ لا تقل عن نصف ساعة، وأن تكرر هذا التمرين الذهني بصفةٍ يومية لمدة لا تقل عن أسبوعين.

هذا العلاج في الخيال من العلاجات الضرورية جداً لنوعية هذا الرهاب الاجتماعي.

الشيء الآخر: هو أن تتحين الفرص دائماً بأن تقدم نفسك وتصلي بالناس، وصدقني أيها الأخ الكريم أن مشاعرك بأنك ترتعش أمام الناس أو أنك سوف تسقط أو سوف يحصل لك إغماء هي مشاعر ليست حقيقية، ولن تحدث مطلقاً بإذن الله.

سيكون أيضاً من المفيد لك أن تقوم بأخذ نفس عميق قبل بداية الصلاة، أن تدخل الهواء في صدرك ببطء وقوة (شهيق)، ثم بعد ذلك تخرجه بنفس هذه الطريقة (زفير)، يمكنك أن تكرر ذلك مرتين أو ثلاثاً حين تقف للصلاة بالناس، ويمكنك أيضاً أن تجعل مثل هذا التمرين ممارسةً يومية حينما تكون في المنزل.

ربما يكون من الأفيد لك أيضاً أن تتناول علاجاً بسيطاً ولمدةٍ ليست بالطويلة، الدواء يُعرف باسم (زيروكسات)، وهو من أفضل الأدوية التي تُعالج القلق والتوتر والرهاب والمخاوف الاجتماعية من النوع الذي تُعاني منه، وجرعة البداية هي نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى حبةٍ واحدة ليلاً وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم تأخذ نصف حبة كل يومين لمدة أسبوعين أيضاً، وبعدها تتوقف عن العلاج، وستجد إن شاء الله أن أمورك في المواجهة قد أصبحت طبيعية جداً، وقد اختفت المخاوف تماماً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً