الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أساليب كسب العقول والقلوب عند الدعوة إلى الله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحب السلام وأدعو إليه، فما هي أفضل أساليب كسب العقول والقلوب في هذا المجال؟ مع الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الله هو السلام، والإسلام دعوة للسلام، وتحية الإسلام السلام، وكل مسلم يحب السلام ويكره الحرب والخصام، وقد أمرنا رسولنا أن لا نتمنى لقاء العدو، وأن نسأل الله العافية لكننا إذا اضطررنا للحرب فعلينا أن نثبت، ونعلم أن الجنة تحت ظلال السيوف، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

وقد عاش الناس في أمن وسلام في ظل دولة الإسلام العظمى، وشهد بسماحة الإسلام وعظمته ألد الأعداء، كيف لا وقد أمنوا على أنفسهم وأموالهم.

لكن السلام الذي نقبله هو السلام الذي يرفع فيه الظلم وترد الحقوق إلى أصحابها، أما أن يكون السلام على حساب الحقوق، ومقابل السكوت على الظالمين، فهذا لا يكون سلاماً وإنما هو استسلام وهوان.

وسلام العزة لا يكون إلا بسيادة منهج الله، وبعد إعداد القوة التي ترهب أعداء الله، ولذلك تجد آية السلم واقعة بعد آية إعداد القوة، قال تعالى: (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ))[الأنفال:60-61]، وقد أخذ العلماء من الآيتين قاعدة: ((لا يمنع الحرب مثل الاستعداد للحرب))، فإن العدو إذا وجدنا مستعدين ومتأهبين رضخ وتراجع، وعند ذلك يأتي السلام، فنحن لسنا هواة حروب، ولكننا حملة عدل ورسل هداية.

وإذا أراد الحاكم المسلم أن يعقد هدنة مؤقتة مع العدو، فليس في نصوص الشريعة ما يمنع ذلك، بشرط مشاورة العلماء الفضلاء والخبراء، وظهور المصالح من وراء تلك الهدنة المؤقتة.

وإذا أراد الإنسان أن يملك القلوب فعليه أن يتبع ما يلي:
1- أن يخلص في دعوته ويصدق في تعامله، فإن الله يبارك في أقوال وأفعال المخلصين.
2- أن يبادر في الابتسامة؛ فإنها رسول إلى القلوب.
3- أن يكون لطيف الكلام، طيب الرائحة، نظيف الثياب، حتى يعطي انطباعاً جيداً.
4- أن يعرف أسماء وأخبار من يتعامل معهم.
5- أن يختار الوقت المناسب وينتقي الألفاظ المناسبة.
6- أن يبحث عن المدخل الحسن إلى نفوسهم، وأن يذكر أجمل ما فيهم ويثني عليهم.
7- أن يلتزم بما يدعو إليه.
8- أن يحترم الناس، ولا يظهر الأستاذية والتعالي عليهم.
9- أن يكون مستوعباً للقضية التي يدعو إليها.
10- أن يكون مؤمناً بما يدعو إليه، حريصاً على نشره ونصره.

والله الموفق!



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً