الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسلوب الأمثل لنصح أختي للابتعاد عن المنجمات

السؤال

كيف أنصح أختي للابتعاد عن المنجمات؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ A.a حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يلهمنا السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يجنبنا الشر وأهله، وأن يصرف قلوبنا إلى طاعته.

إن المنجمين كاذبون وإن صدقوا، ولا يعلم الغيب إلا الله، ومن أتى كاهناً أو عرافاً أو ساحراً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن أتاها وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قبس من كلام محمد صلى الله عليه وسلم.

والمنجمون يبنون كلامهم على حركة النجوم وإدعاء معرفة الغيب، ويخدعون الناس ويأكلون أموالهم بالباطل، ولا يصدقهم أو يأتيهم إلا ناقص العقل ضعيف الإيمان، ونحن ما كلفنا بمعرفة الغيب، ولكن ديننا يربينا على فعل الأسباب ثم التوكل على الوهاب، والرضا بما قسمه واهب الأرزاق، ولو أننا توكلنا الله حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً.

ولا شك أن نصح هذه الأخت يبدأ بتذكيرها بحرمة هذا العمل، وخطورة الذهاب للمنجمين والكهنة والعرافين والدجالين، ثم بدعوتها إلى فهم عقيدة المسلمين وتجريد التوحيد وتنقيته من الشوائب.

وقد قال الخطابي رحمه الله: (علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي ستقع في مستقبل الزمان، والتي يزعمون أنها تعرف بمسير الكواكب واجتماعها واقترافها، ويدعون أن لها تأثيراً في السفليات، وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاطٍ لعلم قد أستأثر الله بعلمه، فلا يعلم الغيب سواه). ويسمى هذا النوع بعلم التأثير، وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الكونية، وهذا باطل ودعوى لمشاركة الله في علم الغيب الذي انفرد به، أو تصديق لمن ادعى ذلك، وهذا ينافي التوحيد لما فيه من هذه الدعوى الباطلة، ولما فيه من تعلق القلب بغير الله، ولما فيه من فساد العقل؛ لأن سلوك الطرق الباطلة وتصديقها من مفسدات العقول والأديان.

وقد قال البخاري رحمه الله: (خلق الله النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم به). وبعد أن تبين لك خطورة الذهاب للمنجمين ومن شابههم من العرافين والكهنة والسحرة، وخطورة ذلك على عقيدة المسلم، أرجو أن تجتهدي في نصحها وتكرري وعظها، وهذه بعض الأشياء التي سوف تعينك على إرشادها:-

1- الإخلاص في دعواتها والتوجه إلى الله لهدايتها.
2- بيان كذب من يدعي الغيب، واعتماد بعضهم على الجن الذي يسترق السمع، فتطارده الشهب وترجمه، لكنه يوصل المعلومة إلى الأرض، فيضيف عليها هؤلاء الكذابين مائة كذبة.
3- تذكيرها بخطورة ذلك على دينها.
4- اختيار الأوقات المناسبة والألفاظ اللطيفة.
5- نصحها بعيداً عن الناس.
6- عدم إظهار الأستاذية والتعالي عليها.
7- ذكر صفاتها الجميلة واتخاذها مدخلاً إلى قلبها، وتنبيهها بلطف على جوانب الخلل، كأن تقولي: أنت ولله الحمد مصلية وطيبة، ولكن أرجو أن تبتعدي عن الذهاب للنجمات.
8- ترسيخ عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر في نفسها.

والله ولي التوفيق والسداد!



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً