السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد استشارتكم في موضوعي هذا، وأتمنى ألا تملوا رسالتي.

أحس بوحدة شديدة، أحس بالضياع، أرغب في البكاء ولا أستطيع، أحس أني بحاجة لمن يفهمني، أساير من حولي ولا أدري لماذا؟! أتكلم ولا أعي ما أقول، أقول ما لست مقتنعة به في أكثر الأحيان، عندما أقرر قراراً لا أمضي فيه ولا أستمر.

أهمل دراستي فلا أدرس إلا وقت الامتحان، أريدكم أن ترشدوني ماذا أفعل؟ أريد منكم مساعدتي كيف أنظم وقتي؟ وكيف أرتب الأشياء من حولي؟ أنا مهملة كثيراً ولا أهتم إذا ضاع مني شيء؟ علماً بأن عمري يضيع ولم أجد إلى الآن صديقة وفية أستمر معها؟ ولم أحاول ذلك بل أعتمد على الصدفة.

لم أجد إنساناً أعيش معه بقية حياتي إلى الآن، لا أعرف ما هدفي؟ ولا أعرف إلى الآن أنا لمَ أدرس!؟ ربما لمجرد العمل أو لشيء آخر، لا أدري، أنا أتالم، ساعدوني.

جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ نور حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تحديد الهدف دائماً يعتمد على الإمكانات المتوفرة للإنسان، مع ضرورة وجود الدافعية لديه مع قوة الإرادة، بمعنى أن الإنسان يمكن أن يضع خططاً مستقبلية تناسب الإمكانات المتوفرة لديه، وهذه الإمكانات نعني بها المقدرات التي تتميز بها شخصيته وإمكاناته المادية.

أنا أرى أن الهدف الذي يجب أن تضعيه ينقسم إلى قسمين:
الهدف الآني، والهدف البعيد المدى.

أما الهدف الآني فهو التركيز من أجل إكمال الدراسة الجامعية، وكما ذكرتِ، فإن تنظيم الوقت يعتبر من الأشياء الهامة جداً، وقضية إدارة الوقت وتنظيمه تعتبر الآن علماً من العلوم التي تدرس، وباختصار شديد، يمكن لأي إنسان أن يتبع أي منهج يراه، ولكن المبادئ العامة هي أن أقسم وقتي ما بين الراحة والنوم وهما أمران هامان جداً، أي بمعنى أن آخذ القسط الكافي من النوم والراحة، ثم أخصص وقتاً لممارسة الرياضة، ثم وقتاً للمذاكرة، ثم وقتاً للترفيه، ثم وقتاً للتواصل الاجتماعي.

فوق ذلك لا بد أن أحرص على عباداتي وصلاتي وأذكاري، هذه هي الطريقة المثلى ويمكنك أن تقوى بوضع جدولة معينة تقسمين فيها اليوم على ضوء ذلك، مع ضرورة الالتزام القاطع بهذا الجدول الزمني وعدم التردد أو مساومة النفس في تنفيذه.

إن شاء الله بعد أن تصلي إلى هدفك الآني يمكنك بعد ذلك أن تخططي للمستقبل حسب المعطيات المتاحة، وأتمنى أن تتحصلي على المؤهل العلمي الذي يجعلك قادرة على التنافس في ظروف الحياة المختلفة.

أحس من بين رسالتك أنك أيضاً ربما تعانين من لمحة أو لمسة اكتئابية بسيطة هي التي تجعلك تفتقدين القدرة على تنظيم وقتك ونفسك، وتحسين أن حياتك قد افتقدت الهدف، ولذا سيكون من الجيد أن تتناولي أيضاً أحد الأدوية المضادة للاكتئاب لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، والدواء الذي أراه جيداً في حالتك هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوليه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تتناولي كبسولة واحدة يوم بعد يوم، لمدة شهر آخر.

ختاماً: أرجو من الله تعالى لك التوفيق والسداد.