الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رهاب من الموت بعد أن مات بعض القرابة

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، انتهيت من الدراسة وعاطلة عن العمل، لست متزوجة، بمعنى ربة منزل، مشكلتي أني بعد تعرضي لثلاثة مواقف متتالية -والحمد لله على كل حال-، وفاة ابن عمتي ووفاة عمتي ووفاة عمي ـ رحمهم الله ـ بعد وفاة عمي بقرابة أسبوعين وفي الليل شعرت بخوف شديد مع تسارع لضربات القلب وضيق قليل في التنفس، وشعرت كأنني سأموت، وتكررت الحالة ولكن بنسبة أقل من الأولى بنفس اليوم وذهبت.

عملت تخطيط قلب وقالوا: سليم وأخذت الحالة بالتحسن شيئاً فشيئاً، وانتهت تقريباً بعد أربعة أيام ولم تعاودني بعدها بفترة، ثم شعرت أن الحالة ستأتي لكنها ذهبت مرتين وبعدها بأسبوع أتتني نفس الحالة لكن بنسبة أقل من الأولى واستمرت لمدة أسبوع ونصف من الخوف والبكاء المستمر والتفكير في الموت مسيطر علي.

علماً أني لو فكرت في هذه الأفكار قبل ذلك ولم تكن تخيفني وترهبني بهذه الدرجة والخوف من كل شيء، وعدم الإحساس برغبة في عمل أي شيء والاضطرابات في النوم والخوف حتى من النوم والاستيقاظ من النوم أكثر من مرة مع البكاء والعودة إلى النوم، وأنا أبكي مع الاستيقاظ من النوم والمزاج المعكر مع الأفكار المخيفة، ولا أريد أنا أبقى لوحدي في أي مكان.

علاقاتي الاجتماعية أصبحت سيئة، وأميل إلى الانطواء والاعتزال وعدم الرغبة حتى في الكلام، وأنا أعاني من اضطرابات في المعدة (جرثومة في المعدة) علماً أني في المنزل قرابة العام والنصف.

شخصيتي تميل إلى الخجل وعدم الثقة بالنفس لكن بنسبة قليلة، اجتماعية نوعاً ما لا أحب العمل والإنتاج، ولكني تعرضت في حياتي للإصابة بالوسواس القهري لمدة عام تقريباً -والحمد لله- تخلصت منه ومن القلق قليلاً في الانتظار أو الخوف على شخص معين أو شيء معين.

علما بأن اثنتين من أخواتي أصيبتا بنفس ما أصبت به ولكن بدرجة متفاوتة، مع أني متزنة دينياً، ومستمرة على الرقية الشرعية وقراءة القرآن بعد التوكل على الله.

أرجو إفادتي في حالتي والرد بأسرع وقت وعدم إهمالها، جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ غربة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تحمل رسالتك في طياتها أنك تعانين من حالة نفسية تعرف بالرهاب، وفي حالات الرهاب يصاب الإنسان بقلق وخوف شديد، فتستمر هذه الحالة لوقتٍ قصير أو قد تمتد لساعات أو أيام في بعض الحالات، والرهاب والهرع يكون مصحوباً دائماً بتعكر في المزاج ووساوس وقلق وشيء من الاكتئاب والشعور بالإحباط، وهذا هو الذي تعانين منه بالضبط.

دائماً تكون هنالك بعض المسببات البسيطة لمثل هذه النوبات، وفي حالتك هي الوفيات التي حدثت، ولكن من الواضح أنه لديك نوع من الاستعداد الفطري لهذه النوبات.

أرجو أن أؤكد لك وبكل ثقة أن هذه الحالة بسيطة جداً، بالرغم من أنها مزعجة، ولكنها بالتأكيد ليست خطيرة، ويمكن علاجها.

من أفضل طرق العلاج العلاج عن طريق الأدوية، والدواء الأفضل الذي أود أن أصف لك يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدئي بجرعة 10 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم ترفعي هذه الجرعة إلى 20 مليجرام في اليوم، وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، بعدها يمكنك التوقف عنه.

بجانب العلاج الدوائي لابد من استثمار الوقت بصورةٍ صحيحة، وأن تكوني أكثر فعالية، وأن تقومي بأعمال مفيدة، والحمد لله أنت متمسكة بدينك، وهذا يمثل حافزاً قوياً لك من أجل التحسن.

الدواء سوف يفيدك إن شاء الله في التخلص من كل هذه الأعراض، فأرجو الأخذ به وتناوله كما هو موصوف، وأن لا تترددي، وأن تكوني ملتزمة بالجرعة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً