الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع أبي بالعودة إلى البلد الإسلامي وترك دار الكفر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أعمل في الولايات المتحدة الأمريكية، والدي حاصل على الجنسية الأمريكية ويعمل في هذا البلد وعمره خمسة وستون عاماً، ويستطيع الحصول على معاش التقاعد بحسب قانون البلد، وذلك خلال شهر.

المشكلة أني كلما كلمت والدي وناقشته حول تركه لهذا البلد ورجوعه إلى بلدنا والاستقرار هناك وترك أمريكا، وخصوصاً أنه في هذا السن يتضايق من كلامي ويحاول تبرير بقائه بأسباب غير مقنعة، مع أني أكلمه بكل هدوء واحترام ولكنه يتضايق! وصرت أنا أتضايق عندما أرى والدي يتجهز للعمل ويتكلم عن العمل ويذهب في البرد القارس، فكيف أتعامل مع والدي في هذا الجانب؟ مع العلم أن والدي -ولله الحمد- يحرص على الصلاة وصلة الرحم، وعندنا في مدينتنا مسجد كبير وجالية عربية مسلمة كبيرة، فكيف أصنع مع والدي وخصوصاً أننا محتاجون له في بلدنا أكثر لاحتواء الكثير من المشاكل، ونحن نبقى في الغربة والأمر لله؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرّنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يُبارك فيك، وأن يُعينك على بر والديك والإحسان إليهما والصبر عليهما، وأن يجعل برك بهما من أهم أسباب دخولك الجنة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فكما لا يخفى عليك أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، وأننا لن نستطيع أن نغير أفكار أي شخص أو نؤثر عليه أو تقنعه بشيء إذا لم يكن هو راغباً فيه ومقتنعاً به، ومن هذا الباب موقف والدك، فأنت تحاول جاهداً إقناعه بالعودة إلى بلدكم الأصلي حيث لا داعي للإقامة بأمريكا، خصوصاً أنه سيحصل على معاش يكفيه ولن يكون في حاجة لمزاولة أي عمل، ورغم ذلك فهو مصر على رأيه ولا يبالي بكلامك، ولا حتى بظروف الجو من حرٍ أو برد، لذا أرى ألا تكثر عليه حتى لا ينفر منك، وبين حينٍ وآخر -خاصةً في لحظات الصفاء والمودة- حاول تذكيره، وعسى أن يستجيب لك، فإن لم يقبل كذلك فدعه، وعليك فقط بالدعاء أن يشرح الله صدره للعودة، والله على كل شيءٍ قدير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً