الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن تحذير الفتيات من تفريغ العواطف بأحاديث الشات؟ أرجو الإفادة.

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الوحدة رغم أنني أحب عملي وأتقنه، وخاصة الوحدة العاطفية، وأشعر أنني تعيسة وحزينة، وفي وسط ذلك يظهر الإنترنت بكل مغرياته ومعلوماته، وأيضاً التحدث أو الفضفضة، وكأنني عند طبيب نفسي.

أتحدث مع أشخاص لا يعرفونني، قد أختار أشخاصاً على قدر من الخلق والأدب وأشعر أنني شخصية أخرى مرحة ومتفائلة، كأن ظلامي يتحول إلى نور، أشعر أن هناك من يسأل عني ويهتم بي ويترك لي رسائل.

السؤال هنا: هل هذا يعتبر عيباً أو حراماً، وما هو الحل البديل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن الشيطان لا يدعو إلى الشر مرة واحدة، ولكنه يتدرج مع الإنسان خطوة فخطوة، ويزين له الشر ويخدعه بالبدايات المقبولة ثم ينقله إلى النهايات المرذولة.

ولا يخفى عليك أن معظم ضحايا "شيطان نت" كما يحلوا لبعضهم أن يسميه دخلوا بنية طيبة وببراءة واضحة، ولكن سرعان ما وجدوا أنفسهم في الهاوية، وذلك لأن الذئاب البشرية تلبس لكل حال لبوسها، فإن وجدوا فتاة متدينة نصحوها وكانوا لها من الواعظين حتى يسقطوها في شراكهم، وإن وجدوا فتاة تحب الغناء دخلوا عليها من هذا الباب.

ونحن ننصحك بضرورة الاستفادة من أوقات الفراغ وتجنب الوحدة والبحث عن رفيقات صالحات، وحبذا لو كان سبب الترابط هو تعلم كتاب الله وحضور مجالس العلم والخير، وسوف تجدين هناك من الصالحات من تكون لك أماً في الحنان وأختاً في المودة وبنتاً في الاحترام.

ولا تظني أن ما تشعرين به من سعادة في الإنترنت سوف تدوم؟ وكم من فتاة انقلب فرحها إلى ترح وسعادتها إلى شقاء مستمر، ومتى كانت المعصية وسيلة للسعادة؟

(ولا شك أن الدخول في الشبكات هين لكن التأمل في الخروج)؛ فقد تخسر الفتاة عفتها وسمعتها وربما أدمنت الشر فكان ذلك سبباً في شقائها، فكوني حذرة فإن الشباب يخدعون الفتاة حتى يأخذوا منها أحوالها وعنوانها وصورها، ثم تبدأ مرحلة التهديد بالفضيحة إذا لم تستجب لنزواتهم وشهواتهم وعندها تجد المسكينة نفسها أمام خيارين أحلاهما مر.

فاتقي الله في نفسك، وحافظي على سمعتك وشرف أسرتك، وتوقفي فوراً عن الكلام مع الرجال الأجانب، وتذكري أن الشيطان هو الثالث.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً