الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج والفارق التعليمي والاجتماعي

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة، أستاذة جامعية وأحضر الدكتوراه، وهناك شاب أكبر مني بسنتين يرغب في خطبتي إلا أنه يخشى أن يُرفض لأنه لا يحمل الجنسية بالرغم من أنه من مواليد وتربية نفس بلدي، ويعمل بالتجارة في أدوات السيارات، وكما سمعت عنه أنه مكافح في البحث عن لقمة العيش ومتدين وعلى خلق، أما تعليمه فأعتقد أنه حاصل على الثانوية العامة أو ربما أقل، وطبعاً لم يدخل الجامعة بسبب عدم حصوله على الجنسية.

وأنا بصراحة في حاجة إلى الاستقرار النفسي، وأخشى أن يفوتني قطار الزواج، فقد كان آخر خاطب تقدم لي قبل (3) سنوات، كما أخشى أن أكون عائقاً أمام زواج أخواتي الأصغر مني حيث أنني الابنة الكبرى، أنا مترددة ومحتارة هل أقبل به بالرغم من الفارق التعليمي والاجتماعي (الجنسية) أم لا؟ وفي نفس الوقت أخاف أن أقبل به ثم أندم حين لا ينفع الندم، أرجو إفادتي ونصحي ماذا أفعل.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحور العين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الزواج الناجح يقوم على رعاية الجوانب الاجتماعية والثقافية، بعد التأكد على مسألة الدين وجعلها الأساس الذي يقوم عليه البنيان.

ولا يخفى عليك أن المسلمة إذا ترددت في أمر فإنها تستخير ربها ثم تستشير أخواتها وأرحامها من أهل الخبرة وهم أحرص الناس على مصلحتها وأعرف الناس بما يصلحها.

وقد لاحظنا أنك تقولين سمعت عنه ولا أظن أن مجرد السماع يكفي، ومن هنا كان من مصلحة الفتاة أن تكون مثل هذه الأمور بعلم أوليائها من آباء وإخوان والرجال أعرف بالرجال.

كما أننا لا ننصح إخواننا بتأسيس حياة زوجية على التردد والخوف من المستقبل، ورغم أن الجنسية والمهنة ليست من الشروط الشرعية ولكن مع ذلك لابد من رعاية الأنظمة الموجودة والعادات المعمول بها ووضع وجهة نظر المجتمع موضع الاعتبار مع تأكيدنا دائماً على أن التوافق في الجنسية والمنطقة والتقارب في المستوى العلمي والوضع الاجتماعي من الأمور التي تعين على إيجاد حياة زوجية مستقرة، بعد توفيق الله الذي أرجو أن تحرصي على طاعته واللجوء إليه فإنه يجيب من دعاه ويؤيد من استعان به ويكفي من توكل عليه.

وسوف يتبين لك الصواب بعد الاستخارة والاستشارة والنظر للموضوع من كافة جوانبه مع ضرورة احترام مشاعر الرجل المتقدم سواء أقبلنا به أم لا، ولسنا مطالبين بإبداء الأسباب ولا توجد امرأة لا تحتاج إلى الاستقرار النفسي، وكذلك الرجل ولكن المقدمات الصحيحة هي التي توصل إلى النتائج المطلوبة بإذن الله، ولذا فأرجو أن تحرصي على تأسيس بيتك وحياتك على قناعات ثابتة ورؤية واضحة، ولا داعي للاستعجال، فسوف يأتيك ما قدره الله في الوقت الذي حدده، واحرصي أن يسمع الناس عنك الخير والالتزام والتواضع والرضا بالقليل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، فاشغلي نفسك بطاعة الله والزمي طريق المتقين فإن الله وعدهم بتيسير أمورهم فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4] وبشرهم بتفريج هموهم وإراحة غمومهم وترتيب أرزاقهم فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً