الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحذير من رفقاء السوء، وواجب المرأة تجاه زوجها العاصي

السؤال

زوجي هداه الله وأصلحه يصوم من غير صلاة، ويشاهد التلفاز ويفتحه على قناة الأغاني، ولا يبالي بي وبأولادي فيفتح القناة أمامنا، وعندما أقول له: حرام عليك، يقول لي: لا دخل لك في ذلك، ماذا أفعل؟ علماً بأن فيه خير ولكن شره أكثر، ولا أخفيكم سراً أنه كان قبل 8 سنوات من الملتزمين، ولكن ماذا أفعل لرفقاء السوء، وماذا أفعل كي يعود زوجي كما كان في السابق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأختي الكريمة، أسأل الله أن يهدي هذا الزوج، وأن يجنبه الشرور والأشرار، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

أرجو أن تكثري من اللجوء إلى الله، والتوجه إليه، وخاصةً في أوقات الإجابة، واحرصي على تنمية جوانب الخير في هذا الزوج، وسوف تختفي صفة من صفات الشر مع كل خصلة خير نغرسها وننميها، ورددي على سمعه: ما أعظم حبيِّ لك حين أراك محافظاً على الصلاة.

ولا بد أن تختاري الأوقات المناسبة لنصحه، وأرجو ألا يكون ذلك في حضرة الأبناء؛ حتى لا يبدوا في أعينهم حقيراً، ويتحطم في نفوسهم ركن القدوة الأكبر، ويعجبني أيضاً أن تتجنبي نصحه في وجود رفاق الشر، ولكن بعد انصرافهم ذكريه بضرر وجود أمثال هؤلاء في منزله، وقولي له بلطف: ماذا تستفيد من أناسٍ لا يخافون الله، وأنت -ولله الحمد- لا تشبه هؤلاء فتاريخك ناصع، وأنت معروف بطاعتك لله، ونحن متأثرون جداً لانشغالك عن أسرتك، فمتى تعود إلينا فنحن في الانتظار، واعلم أن أطفالك يتأثرون بك سلباً وإيجاباً، وأرجو أن نتعاون في زرع الخير والصلاح في نفوسهم بالتزامنا أولاً بهذا الدين العظيم.

واجتهدي في أن تقربي منه الأخيار من محارمك؛ ليكونوا إلى جواره، وينصحوه بالحسنى إن كان يقبل منهم، وإلا فلا أقل من أن يكونوا بوجودهم في المنزل قدوة حسنة لأبنائك الصغار، وإذا كان هناك شخص من أهل الخير والعلم له مكانة عنده، فأرجو أن يسلط عليه ليدعوه إلى الله ويأخذ بيده، وكل هذا دون أن يشعر أنكم تتفقون عليه وتخططون لإصلاحه؛ لأنه إذا علم بذلك فسوف يجد الشيطان فرصة لصده عن سبيل الله.

وعليك بتوفير بدائل مناسبة، اجعلي بيئة البيت جاذبة، واهتمي بمظهرك وهندامك، واشغليه بالأمور النافعة، واجلسي بين يديه حتى ينشغل عن مشاهدة التلفاز، وأشعريه بأنك متضايقة من ذلك الغثاء، وهذه المواعظ الصامتة قد يكون أثرها أفضل من النصح المباشر الذي ربما يحرجه، والشيطان حاضرٌ وهو الذي يزين تلك الشرور.

ونبهيه إلى أن الذي فرض الصيام هو الذي أمر بالصلاة سبحانه، وإن ترك الصلاة يحرم عليك مجالسته والعيش معه في منزله إذا أصر على تركها، فالعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وجهزي له ما يحتاجه للصلاة، من ثيابٍ، وادفعيه إلى الخروج للجمع والجماعات، واستخدمي وسائل الإغراء والتأثير، والمرأة تملك من هذه الأسلحة الكثير حتى يعود إلى صوابه، والأمل كبير بإذن الله في عودة هذا الزوج إلى صوابه، فإن الإنسان يعود لأساسه وماضيه، واجتهدي في تربية الأبناء على القرآن والطاعات، وبيني لهم خطورة الأغاني والبرامج الفاسدة، ولاشك أن المهمة ليست سهلة، ولكن بالاستعانة بالله والتوجه إليه تهون الصعاب.

والأطفال في هذه السن يتأثرون بالأم، فامنحي هؤلاء الأطفال جرعات العطف والحنان، وغلفيها بالتوجيهات النافعات والدعوات الصالحات، وشكراً لك على الاهتمام والسؤال.

ومن الضروري أن يشعر هذا الزوج بأن مودتك وحبك له يزداد بتركه للغناء وبعده عن السفهاء.

نسأل الله أن يهدي هذا الرجل، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وابشري بثواب الصابرات.

والله الموفق وهو المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً