الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجة لا تستطيع فراق أهلها

السؤال

أنا فتاة متزوجة من ثلاثة شهور وحامل، أشعر أنني لا أريد أن أعيش مع زوجي لأني متعلقة بأهلي كثيراً، أخي الصغير عمره 4 سنوات، ربيته مع أمي وتعلقت به كأنه ابني لا أستطيع مفارقته، وزوجي يعيش في أمريكا ولكن لا أستطيع الذهاب معه، فأنا خائفة؛ لأني لا أحتمل فراقهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يوفقك للخير، وأن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد،،،

فلا شك أنه قد يصعب على الفتاة مفارقة أهلها والسفر مع زوجها، لكن هكذا تسير هذه الدنيا التي يجتمع الناس فيها ويفترقون، ولن تدوم أمٌّ لابنتها ولا ولد لوالده، وقد يكون الفراق مؤقتاً كما هو حال الناس في الدنيا، وربما كان الفراق بالموت، ولكن أهل الإيمان والخير يجتمعون في جنةٍ عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، والأعمال الصالحة وصال بين أهلها، والله تبارك وتعالى يقول: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ))[الطور:21].

ولا عبرة بهذه المشاعر لكونها صادرة في أيام الحمل، ولأنك لم تَعْتادي فراق أهلك، ولكن الأمر سوف يصبح أكثر من عادي بعد السفر إلى زوجك ثم الانشغال بطفلك، ونسأل الله أن يسعدك في بيتك الجديد، وأرجو أن تتذكري أن زوجك يطلب الاستقرار بزواجه وينشد الأُنس بوجودكم إلى جواره، وهذه من أهم مقاصد الزواج، ولا راحة للمرأة إلا مع زوجها، ولا سعادة للرجل إلا مع امرأة يسكن إليها ويعفها وتعفه.

فلا تترددي في السفر إلى زوجك، وكوني على صلةٍ بأهلك، واهتمي بأخبارهم، ولا تُقصِّري في الإحسان إليهم، وأرجو أن تشجعي زوجك على العودة إلى ديار المسلمين والانشغال بطاعة الله رب العالمين؛ حتى تتمكنوا من تربية أطفالكم في بيئةٍ إسلامية نظيفة، وكونوا قدوةً لغيركم بالتمسك بهذا الدين والدعوة إلى طاعة الله وعبادته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً