الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الضوابط الشرعية لعلاج مس الجن بالرقية

السؤال

ما الحل لوجود جني في شخص، ذهب إلى أكثر من شيخ ولم يجدوا حلاً لعلاجه، وهو يصلي ويحس به في الصلاة، وهو نائم يحس به؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يكتب لك الشفاء العاجل، وأن يرفعك إلى أرفع المنازل، وأن يوفقك للخير في العاجل والآجل.

فإن المرض ابتلاءٌ من الله، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وفلاحه في الرضى بما قدره الله وقضاه.

وقد شرع للمسلم أن يبحث عن الدواء، فما من داءٍ إلا وقد أنزل الله له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، والدواء من أقدار الله، والمسلم الفقيه يدفع القدر بالقدر، ويُباشر الأسباب، لكنه يتكل على العظيم الوهاب، ولا شك أن مواصلة العلاج من الأمور المهمة، مع ضرورة الحرص على الطاعات، وإخراج أدوات المعاصي والتصاوير من البيوت حتى تدخل الملائكة، واعلم أن المسلم يحافظ على أذكار الصباح والمساء ويكثر من تلاوة القرآن.

وأرجو أن تعلم أن الشيطان لا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، ولا يستطيع هذا العدو الاستمرار مع شخص يذكر الله ويتقيه، ونذكركم بأن الشفاء من الله، ولا يجوز انتظار ذلك من غير الله، ولا بد أن يكون المحل مهيئاً لقبول العلاج، وخيرُ ما يساعد به المريض نفسه هو الإكثار من الذكر والتلاوة والطاعات.

وأرجو أن نظهر الرضا بقضاء الله وقدره، ونكثر من اللجوء إلى الله، فإنه سبحانه (( يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ))[النمل:62]، والصواب في اختيار مُعالجين لهم خبرات، وخوف من رب الأرض والسماوات، مع ضرورة أن يكون علاجهم بما يوافق الكتاب، وأن تكون الرقية المستخدمة في العلاج في الكتاب والسنة وعلى نفس ترتيب المصحف.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للجارية: (إن شئت صبرت ولك الجنة) فاختارت الجنة، وتخوفت من انكشاف جسدها عندما تصرع، وهذا كمالٌ في الفهم وحرصٌ على العفاف والستر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً