الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الانفصال عن خطيبتي بعد أن حملت مني.. فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، وقد تزوجت منذ سنتين من فتاة كانت تربطني بها علاقة حميمة منذ 6سنين، وبعد العقد وبعد أن أصبحت زوجتي بدأت مشاكلنا، حيث كانت أول مشكلة بسبب حملها وإجهاضها للحمل بحجة أنها لا تريد أن تحمل قبل العرس ولا تريد العرس، قبل التخرج من الجامعة، وهي في السنة الثانية وبقي لها سنتان، وتقيم في دولة أخرى.

المهم بعد أن رفضت أن تأتي لتقيم معي حتى تتخرج أو أن نعمل عرساً قبل التخرج، قررت أن أتزوج من أخرى، فتزوجت من فتاة على خلق ودين، تعرف مصلحتها، أما زوجتي الأولى فهي الآن تريد أن تقنعني أنها ستتغير وكان يجب أن أعطيها فرصة، مع أنني أعطيتها فرصاً بعدد شعر الرأس حتى عجزت.

أنا الآن لم أطلقها (الأولى) وليس لي نفس فيها، فهي فارقت نيتي، ولكن لا أستطيع أن أدفع لها مهرها، ولا أستطيع أن أصرف على زوجتين أو أكون عادلاً بينهما؛ لأنني أحب الثانية، وليس لي نفس أن أتذكر اسم الأولى بما سببته لي من متاعب.

أفيدوني وفقكم الله، ماذا أعمل؟ ماذا أعمل؟ ماذا أعمل؟ هل أطلقها ولا أدفع لها مهراً، أم أحتفظ بها ولا أصرف عليها؟ أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على العدل والإنصاف.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي فهمته من رسالتك أنك دخلت بالزوجة الأولى وجامعتها بعد العقد وقبل العرس، وهذا هو سبب المشكلة، وفهمت أيضاً أنك لم تدفع مهراً وهذه حقيقة ـ أخي أبو قاسم ـ أمور في غاية الغرابة إذ كيف تعاشر امرأة معاشرة الأزواج حتى حملت منك قبل العرس، وفي نفس الوقت تنكر عليها إسقاط حملها حتى لا تفضح نفسها أمام الناس أو حتى تنتهي دراستها!؟

إن ما حدث أخي ليس طبيعياً مطلقاً وإنما هو أمر شاذ وغير معقول، قل لي بربك: هل ترضى أن تزف أختاً من أخواتك إلى زوجها ومعها طفل تزعم أنه منه أمام الناس؟ أو هل ترضى أن تدخل على زوجها وتزف إليه وهي حامل؟ هذا أمر وإن كان لك فيه بعض الحق الشرعي إلا أن العرف ينكره ولا يقبله مهما كانت المبررات، وأنت شخصياً أنا واثق أنك لن ترضاه لإحدى أخواتك أو قريباتك.

ومهما حاولت إقناع المجتمع بأن هذا الحمل منك أو أن هذا الولد هو ولدك؛ فلن يصدق كل أحد، وستكون هذه المسكينة عرضة للقيل والقال والغمز واللمز والطعن في عرضها وشرفها، وحضرتك قد حللت مشكلتك بالزواج بأخرى، ومن الذي يحل المشكلة التي أوقعت فيها هذه المرأة المسكينة!؟ ومن الذي يصلح ما أفسدت؟ ومن الذي يقبل امرأة ثيباً في ثوب بكر؛ لأنها لم تتزوج كما تزوج غيرها؟!
آلاف الأسئلة تطرح وتفرض نفسها، كم أتمنى ألا تغفلها حتى لا توقع نفسك تحت غضب الله وعقابه وبطشه، قد أكون معك في أنها لم تسمع لكلامك، ولم تتعجل العرس، وأنها أخرت ذلك كله بحجة الدراسة، وأنك حاولت مرات لا تحصى.

ورغم ذلك فالمطلوب منك الآن شرعاً وعرفاً ومروءة وخلقاً عدم التخلي عنها تحت أي ظرف، ولو أن تعمل لها عرساً متواضعاً وتدخل بها ولو لعدة أيام ثم تطلقها؛ حتى يعلم الناس أنها تزوجت ثم طلقت، وفوق ذلك تعطيها صداقها المقرر لها، وتنفق عليها حتى يتم طلاقها، فلا تتخلى عنها حتى وإن لم تكن في حاجة إليها؛ لأنك أفسدت عليها حياتها، وذهبت ببكارتها، وجعلتها في موقف لا تحسد عليه.

اقبل ندمها واعتذارها، واتفق معها على أن يتم الزواج في أقرب فرصة لتصحيح خطأك، ثم أنت بالخيار بعد ذلك أن تمسكها أو أن تطلقها، على أن تعطيها حقها كاملاً غير منقوص؛ وإلا جئت يوم القيامة وشقك مائل من عدم العدل، وكذلك تحشر في قائمة الزناة لأنك تزوجت امرأة، ولم تؤد لها صداقها.

أتمنى أن تسرع في تصحيح خطئك، وألا تتخلى عن هذه المرأة التي أعطتك أعز ما تملك، حتى وإن كانت هي المخطئة، خذ بيدها إلى بر الأمان، وعاملها بالمعروف والإحسان، واعلم أن الجزاء من جنس العمل، وأن من يعمل خيراً يجز به، وكذلك من يعمل سوء يجز به.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات