الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الثبات على الإيمان.. وبداية طلب العلم.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب من عائلة ملتزمة بالدين والحمد لله، بالنسبة لي ضللت عن الطريق لفترة ولكن استدركت هذا الأمر وعدت إلى طريق الرحمة الإلهية، ما أنا فيه هو أني أطلب ما يرشدني على الثبات على الدين هذا أولاً، وثانياً: أريد أن أطلب العلم في الدين فمن أين أبدأ؟ علماً أني موظف ومتزوج.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن الرافدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك، وأن يبصرك بالحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن ييسر لك من يُعينك على أمر دينك وطلب العلم الشرعي.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أحمد الله أن شرح صدرك للعودة إليه والبحث عن طريق النجاة، ومما لاشك فيه أن التربية لها دورها الفعال والمؤثر في حياة أي إنسان، ولذلك رغم أنك ضللت الطريق لفترة إلا أنه كان لديك داعي الإيمان ما زال مُستيقظاً، ولذلك مع أول فرصة ردك الله بفضله ورحمته إلى طاعته، ونسأله تعالى أن يزيدك إيماناً وتقىً وهدىً وصلاحاً واستقامة.

وأما عن النقطة الأولى في رسالتك، فإنه وكما لا يخفي عليك أن الأخذ بالأسباب جزءٌ رئيس في عبادة التوكل على الله جل جلاله، لذا يلزمك ما يلي:

1- البحث عن صحبة صالحة على عقيدة صحيحة وسلوك إسلامي منضبط تقضي معها وقت فراغك، وتكون عوناً لك على طاعة الله وإقامة شعائره.

2- المحافظة على الصلاة جماعة مع المسلمين، وعدم التهاون في ذلك.

3- المواظبة على قراءة ورد قرآن يومي لا يقل عن جزء يومياً قدر استطاعتك.

4- هجر المعاصي صغيرها وكبيرها، وعدم مجالسة من يذكرك بماضيك.

5- زيارة المقابر بين الحين والآخر، وتذكر المصير الذي ستؤول إليه جميعاً.

6- عيادة المرضى في المستشفيات، خاصةً الحالات الحرجة لترى مدى نعمة الله عليك.

7- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، مع الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية أن يهديك الله للحق ويثبتك عليه.

وأما عن النقطة الثانية فجوابها كالتالي:

1- أبحث عن عالم أو داعية من المشهود لهم بالعقيدة الصحيحة والفهم السليم والبعد عن الغلو والتطرف أو الإفراط والتفريط.

2- ابدأ أولاً بالعقيدة، وركز على ذلك؛ حتى تتعرف على الله كما أراد سبحانه.

3- عليك بدراسة شيء من الفقه مبسطاً، وليكن على أحد المذاهب عن طريق المشايخ أو طلبة العلم المتوفرين لديكم، أو من كتاب مثل فقه السنة للسيد سابق.

4- لا تنس علم الأخلاق والزهد والرقائق، فإنه مهمٌ لكل مسلم يريد النجاة، وعليك بكتاب مثل البحر الرائق للشيخ أحمد فريد، أو مختصر منهاج القاصدين للإمام ابن قدامة أو غيرهما .

5- بمقدورك الدخول إلى المواقع السلفية التي تعرض عقيدة وفقه ومنهج السلف للتزود من هذه الوسيلة السهلة بين الحين والآخر، المهم أن يكون الموقع موثوقاً حتى لا تدخل نفسك في متاهات الخلافات.

6- أعمل في بيتك حلقة تعليم مصغّرة ولو مرة أو مرتين أسبوعياً أنت وزوجتك تقرءوا فيها كتاب مثل رياض الصالحين بالتسلسل أو شيء من السيرة النبوية أو علم الأخلاق، وهذه كتب سهلة لا تحتاج إلى معلم أو شيخ غالباً.

7- إذا أشكل عليك فهم مسألة من المسائل أو باب من أبواب العلم، فاسأل أهل العلم الثقات لديكم، ولا تجتهد أنت بنفسك حتى لا تقع في القول على الله بغير علم.

8- أكثر من الدعاء أن يتقبل الله توبتك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يتوفاك مسلماً صادق الإيمان صحيح العقيدة.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد!



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً