الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحساس الفتاة بالنفور من خطبة شاب لها بعد الاستخارة

السؤال

السلام عليكم.
أنا طبيبة أبلغ من العمر 26 سنة، أثناء دراستي قالت لي صديقتي أن شاباً كان معنا في السنة الأولى وذهب لإكمال دراسته بالخارج يريد معرفة بريدي الإلكتروني للتعرف علي بنية الزواج، رفضت بشدة لأني أرفض أي علاقة مع الشباب خارج حدود الشرع، أخبر صديقتي أن أعطيه عنوان البيت بعد إصراري على رفض إعطائه البريد الإلكتروني، وبعث بصورته لأتذكره، صراحة عندما رأيت الصورة تذكرته شكلاً فقط لا مضموناً أي أنني لا أعرف شيئاً عن مدى تدينه.
أخبرتني صديقتي أنه شاب مستقيم، ولكنها لا تعرف مدى تدينه، وبحسب صديقتي فهذا الشاب معجب بي منذ كنا في السنة الأولى، وأنا حينها كنت متبرجة وأرتدي الضيق من الثياب، مع أنني كنت لا أختلط بالشباب ولا أحادثهم.
توجهت للمولى عز وجل ليشرح صدري لما يحب ويرضى، وكررت صلاة الاستخارة عدة مرات فأحسست بعدم ارتياح شديد لهذا الشاب بل ونفور، أجبت بالرفض وتم إنهاء الموضوع.

خطبت بعدها بـ8 أشهر لشاب ذي خلق ودين أتى البيوت من أبوابها لكن بعد 3 أشهر تم فسخ الخطبة لخلافات عائلية، عاد الشاب الأول من الخارج هاتفني لمعرفة رأيي فأجبته بالرفض، أرسل والده ولكني بعد تكرار الاستخارة والدعاء بأن يوفقني الله للقرار الصائب أشعر بأني لا أريده ولا أرتاح له، فكررت رفضي، أنا الآن حائرة في أمري وأريد منكم الرشد والإرشاد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Lamar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدّر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.. وبعد،،،
فقد أحسنت بحرصك على عدم التواصل الالكتروني مع ذلك الشاب، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً، وأن يقي فتياتنا من العلاقات المشبوهة، وأن يصون أعراضنا وأعراض المسلمين.
وإذا كان ذلك الشاب العائد صاحب دين وأخلاق فلا تترددي في القبول به؛ لأن العبرة بصلاح الدين، ولن تجد الفتاة رجلاً بلا عيوب، ولن يفوز رجل بامرأةٍ لا نقص فيها، ولكن إذا كان الدين صالحاً فكلُّ عيبٍ يمكن أن يحتمل، وكل خلل يمكن أن يصلح.

ومن الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط
أما بالنسبة لشعورك بعدم الارتياح فلست أدرى ما هو سببه؟! وما هو رأي والديك ومحارمك من الرجال في ذلك الخاطب العائد؟ وما مدى معرفتهم بوالده وأسرته؟ لأن هذا سوف يعينك في الحكم النهائي واتخاذ القرار الصائب، وإذا كنت لا تذكرين إلا شكله فقط فكيف تتسرعي في الرفض؟!

ونحن ننصحك بتكرار الاستخارة، ومشاورة الأهل، والسؤال عن الشاب، فإن وجدتم سمعته طيبة ودينه صالح وأسرته مستقرة فاقبلي به وتوكلي على الله، واسأليه التوفيق والسداد.
واعلمي أن الكثير من الفتيات يترددن في البداية ثم يسعدن مع أزواجهنَّ بعد ذلك: ((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))[النساء:19].
ولا شك أن هذا الشاب أفضل من ذلك الذي فارقك لنزاعٍ عائلي؛ وذلك لأن المشاكل العائلية تلقي بظلالها على حياتكما الزوجية، ويتأثر الأبناء بها مستقبلاً، وهي عبارة عن قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، ويؤسفنا أن نقول: إن بعض مجتمعاتنا تتوارث العداوات، ولا داعي للقلق، والأمر بيدك ونسأل الله أن يذهب حيرتك ويهيئ لك ممن أمرك رشداً.
وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً