الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج آلام الظهر الناتجة عن التقوس، وكيفية استخدام الحزام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحبة الاستشارة 237813، لقد بدأت الدراسة في الكلية، ولأن حصة المادة الواحدة تكون في حدود الساعتين، ومعظم الواجبات والبحوث سوف تكون على الحاسوب، فإني مضطرة إلى الجلوس كثيراً، لكني قبل بدء الدراسة ذهبت إلى الطبيب واستشرته بأن أستخدم الحزام، وذلك لأني أجلس كثيراً على الحاسوب، فقال لي بأني صغيرة في العمر، وبأن الحزام يضعف من العمود، فاستجبت لنصيحته ولم أضع الحزام.

وبالطبع فأنا لا يمكنني أن أذهب إلى المستشفى؛ لأني طالبة الآن، فنصحني بأن أمارس العلاج في البيت وأن أعود لعمل أشعة في نهاية هذه السنة ليرى إن تحسن المستوى قليلاً أم لا.

سؤالي هو: ما الجلسة الصحيحة التي يفترض أن أجلسها سواء على المقعد أو على الأرض، وحتى عند النوم؟ كما أنني أتمنى أن أعرف ما هي التمارين التي قد تخفف من الألم؟ فهو شديد جداً لدرجة أني لا أعرف: هل فقط أستلقي أم أكمل ما أقوم به من عمل للواجبات؟

جزاكم الله خيراً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن المسألة التي تعانين منها هي ليست بسيطة بل مركبة، وقد يُضطر إلى متابعة مع أخصائي أمراض جراحة العظام ومع أخصائي العلاج الطبيعي، هذا بالإضافة إلى التصوير بأشكاله المتاحة كالتصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي؛ لتأكيد أو نفي أي تبدلات إيجابية أو سلبية، وذلك للتميز بين تشنج العضلات وتشوه العمود الفقري الخلقي أو المكتسب، وأخيراً فتق النواة اللبية (الديسك) والتصرف بعدها بما يناسب، واضعين بعين الاعتبار أن التصوير الشعاعي البسيط قد لا يُفيد إلا جزئياً ومبدئياً لأخذ فكرة سريعة.

بالطبع بعد إجراء الصورة اللازمة والمشخصة، والتي تحدد مدى الإصابة وضرورة العلاج، والتي ينبغي بعدها أن لا تكون المتابعة مع الطبيب العام بل مع الأخصائيين كما ذكرنا أعلاه.

أما استعمال المشد أو الحزام فله أصول وقواعد، فليس من الحكمة استعماله كامل اليوم؛ لأن ذلك يؤدي إلى ضعف العضلات المحيطة بالعمود الفقري، مما يعطي عكس الفعل المطلوب، ولكن استعماله لساعات معدودة ومحدودة وفقط عند اللزوم، أي عند التعرض لحمل شيء بالضرورة، أو الحاجة لجلوس مديد، مثل السفر أو ركوب السيارة لفترة مرهقة، عندها يكون من الحكمة استعماله لحظة ومدة الشدة لتخفيف الضرر، ومن ثم نزعه وتوفيره لشدة أخرى.

إن استعمال المسكنات مفيد مؤقتاً، والحل هو علاج السبب، ومن المسكنات ما له فعل مضاد للالتهاب، أي يخفف الوذمة والاحتقان حول الفقرات، مما يؤدي إلى تحسن الألم والمضاعفات بوقت واحد، ومن المسكنات ما يهيج المعدة، ولذلك تؤخذ بعد الطعام أو تُشارك مع مضادات الحموضة بشكل وقائي.

ومن مضادات الالتهاب والمسكنات الحديثة ما يؤخذ مرة يومياً، مثل التيلكوتيل، ثم الفيوكس، والذي اعتبر ثورة في عالم المسكنات، ولكن سرعان ما سحب من الأسواق، على الرغم من تأثيره المفيد، وذلك لتسجيل حوادث خطيرة من تناوله، وبعده جاء السيلبريكس وتبعه أو أصابه بعض ما أصاب الفيوكس من نكسة، وعلى كلٍ ينبغي أخذ النصيحة من الطبيب المعالج عن أي المسكنات ومضادات الالتهاب غير الكورتيزونية التي عليك استعمالها، ومتى ولأي فترة؟ فهي مفيدة ولكن مقيدة بشروط.

هناك بعض التمارين المفيدة جداً وبعض التمارين الممنوعة، وذلك حسب الحالة، لذلك ينبغي تقييم الحالة بعينها، وعلاجها بذاتها حتى يحصل المطلوب، وذلك بالمتابعة مع أخصائي العلاج الطبيعي، وإشراف أخصائي العظمية أو أخصائي أمراض الروماتيزم.

وأما أنك طالبة فهذا لا يعفيك من العلاج والمتابعة مع الطبيب؛ لأن عدم العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات قد تمنعك حتى من الذهاب إلى المقعد المدرسي -لا سمح الله- وعلينا ألا ننتظر إلى ذلك الوقت، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج، والعلاج في أول المرض يوفر العناء والمضاعفات، وبالتالي فالنتيجة فيه تكون أكثر فائدة.

أما الجلسة الصحيحة، فهي جزء من العلاج وليست كله، وبشكل عام يجب أن يتوفر في الجلسة الصحية ما يلي:

1- أن تكون مريحة لا يتألم فيها الجالس.

2- أن تكون المفاصل عامة بوضعية مريحة شبه طبيعية غير ملتوية.

3- استقامة العمود الفقري، مع ملء الفراغ الذي في أسفل الظهر بوسادة مناسبة حجماً وطراوة.

4- سند الظهر على المسند وعدم الانحناء إلى الأمام.

5- وضع كامل القدم (الأخمص)، وعدم الاتكاء على رؤوس الأصابع،، أو جوانب القدمين، أو وضع قدم فوق قدم، أو رجل فوق رجل.

6- انحناءة الذقن قليلاً نحو الأسفل، وعدم وجود أعلى نقطة من المونيتر (الشاشة) أعلى من مستوى العين.

7- الاسترخاء بين الحين والآخر، مع ممارسة بعض الحركات التي تُبعد التحديق وتقي من الاستمرار على نفس الوضعية لساعات.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً