الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة ولم أستطع الزواج بسبب ظروفي السيئة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة وأريد لها حلاً.
مشكلتي باختصار أنني شاب أحببت فتاة منذ الصغر، وكلما أكبر يكبر حبي لها وتعلقي بها، فعندما كنا صغاراً كنا نلعب ونأتي مع بعض، وتعلقت بها، وعندما كبرت لم أستطع أن أفارقها لشدة حبي لها وتعلقي بها، وهأنذا أقول لكم بعد فراق 3 سنوات ـ أعني عند الدراسة الثانوية أبعدوني عنها ـ وتعبت كثيراً لدرجة أنني لم أحصل على نسبة جيدة، لكن لا يفيد اللوم الآن.

وعند رؤيتها أحس براحة شديدة حيث إنها عندما تشاهدني تضع الخمار على وجهها، أعني أنا ملتزم وهي ملتزمة، وأرغب في الزواج بها لكن!! لا يوجد نقود، وماذا عساي أن أفعل!؟ فراتبي 2000 درهم ولا أستطيع توفير شيء بعد أن ابتليت بشراء سيارة، وأنا أريد إحصان نفسي من الحرام، فعند الصغر عاهدت الله ثم عاهدتها بعدم خيانتها والحمد لله أنني وفيت بوعدي فلم أتعرف على فتاة لا عن طريق الهاتف ولا غيره ولم أجرب الحرام مع أي فتاة كانت، ولكن ماذا أفعل؟ لا أستطيع الزواج، وعند التعب ألجأ إلى العادة السيئة، فما الحل!؟ بالحلال، لا أستطيع لعدم توفر المال وكثرة المهور، وبالحرام، لا أستطيع لخوفي من الله وخوفي من الابتلاء.
أعينوني بالله عليكم، أريد إحصان نفسي من الحرام، وأيضاً أخاف أن يتقدم أحد غيري للزواج بها، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يعينكم لما فيه الخير والرضا أبداً، آمين.
بخصوص مشكلتك -ابني- وهي عدم قدرتك على الزواج مع حبك لتلك الفتاة أقول لك:
أولاً: من الجانب الإيماني إن صدقت في أنك تريد إعفاف نفسك عن الحرام فثق بأن الله سيعينك على هذا الزواج؛ لأن الحديث واضح: (ثلاثة حق على الله أن يعينهم -منهم-الناكح يريد العفاف)، فلتكن ثقتك بالله قوية بكثرة عبادته واللجوء إليه والتضرع، لا سيما في جنح الليل.
ثانياً: من الجانب الواقعي عليك أن تسعى من الآن ((وبإمهال)) أن تقنع أهلك برغبتك الأكيدة في الزواج، وأنك تريد إحصان نفسك وعدم الوقوع في الحرام وتسعى بكل ما أوتيت أن تقنعهم – أعني بهم والديك وإخوانك – ولا تيأس ولا تستعجل حتى يتم إقناعهم فإن تم ذلك فسيكونون يداً لعونك مادياً وفكرياً.
ثالثاً: أتصل بالفتاة بواسطة إحدى أخواتك وأخبرها برغبتك في الزواج منها ووضح لها ظروفك وأنك تسعى لتحسين وضعك، وربما يتأخر الزواج قليلاً؛ فانظر ما هو رأيها فإن هي وافقت فيمكنك أن تخطو خطوة أخرى وهي أن يتقدم أهلك لخطبتها رسمياً من أهلها ويخبروهم بتأخر الزواج قليلاً.
رابعاً: أرى أن الأمر الملح الآن هو الزواج حتى تحصن نفسك، لذا عليك إقناع أهلك وإقناع هذه الفتاة أن يتم هذا العرس بأقل تكلفة ممكنة ((بنسبة للإمكانيات)) وهذا أيضاً يتطلب منك جهداً لإقناعهم لأن عادات المجتمع وتقاليده تقف حجر عثرة، ولك أن تستعين بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح في زواجهم وقلة مهورهم ومئونتهم؛ فإن تم ذلك فعليك أن تتقدم وتكمل زواجك بأقل تكلفة ممكنة، وإن لم توافق الفتاة أو لم يوافق أهلها فأرى العدول عنها والبحث عمن تطبق منهج الله، استعن بالله ابني وتضرع إليه كثيراً أن يسهل لك أمرك.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً