الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطوات العملية للتخلص من حالات الرهاب والاكتئاب النفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذه الجهود الجبارة، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

في الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ، ولكن سأضع كل ما أشعر به على هذه المساحة الصغيرة، وأرجو منكم الصبر على الإطالة؛ لأنها المرة الأولى التي أشتكي فيها لأحد عن أموري الخاصة.

فأنا أعاني من عدة اضطرابات مجتمعة مع بعضها، قد يكون الرهاب الاجتماعي هو المميز فيها، فأنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، وكذلك لا أشعر بأي تقديرٍ لذاتي، كذلك كثير اللوم لنفسي على أي خطأ، وخصوصاً فصلي من الجامعة الذي أشعر بأشد الندم عليه، لا أملك الإرادة أبداً، منهزم وشخصيتي مهزوزة، وحقود جداً، لا أجد تقديراً يعطيني مكاني المفترض بين أقاربي وزملائي كما أريد، مع أن الذين يحبونني كثير، ولكن أرى في طيات هذا الحب شفقة وتعاطفاً أكثر مما هو حب نظراً لظروفي المادية القاسية التي لا تسمح لي بمسايرة زملائي، فأنا لا أستطيع الزواج نظراً لهذه الظروف السيئة التي أمر بها، ولا أتوقع بأنني أستطيع ذلك لمدة خمس سنوات على الأقل، ورغم ذلك فأنا لم أمارس الجنس أبداً ولله الحمد، ولكن هذا بحد ذاته بدأ يؤرقني ويشكل ضغطاً نفسياً لي؛ لأن فيه قمعاً للفطرة، وأصبحت أشك في قدرتي على ذلك.

أرجو أن تفيدوني بعلاج أو سلوك أو شيء يُساعدني على التخلص من كل هذه الاضطرابات ومن هذا العذاب؟

ملاحظة: سأذكر لكم بعض الأمور التي ربما تساعدكم على التشخيص (مشاكل أسرية مستمرة دون انقطاع بين الوالدين، إهانة الوالد لي أمام الناس وتحقيري في الصغر حتى بعض الأحيان وأنا في هذا السن سامحه الله وهداه، سوء المستوى المادي، فصلي من الجامعة بسبب الرهاب؛ لأنني كنت أخشى الإلقاء ومواجهة الدكاترة، الكبت الجنسي الذي أخشى بأن يعود علي بالضرر) .

وفي الختام أرجو المعذرة على الإطالة، والله يحفظكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية، وفي شخصي الضعيف.

الخوف والرهاب والمشاعر السلبية التي تسيطر عليك، كلها دليلٌ على إصابتك باكتئاب نفسي، كما وأنك حساسٌ جداً، مما جعل لديك الكثير من الاحتقانات النفسية الغير مرغوب فيها .

سيكون من الأفضل لك أن تستبدل كل فكرة سلبية تُسيطر عليك بما يقابلها من فكرة إيجابية، وتبذل أقصى جهد حتى ترسخ الفكرة الإيجابية، مما يجعلها تُبنى في عقلك الباطني وتبدأ بعد ذلك بالظهور في عقلك الشعوري، وهذا يؤدي إلى راحة نفسية كبيرة .

لابد لك أن تضع أمامك أهدافاً، مثل البحث عن عمل، ولا شك أن الزواج مرتبط بهذا الأمر، وعليك أن تسال الله وأنت موقن بالإجابة أن ييسر لك هذه الأمور .

الطب النفسي الحديث لا يرى أن الصعوبات التي تحدث للإنسان في صغره خاصة في علاقته بوالديه كلها سلبية، أو تترتب عليها أمراض نفسية في المستقبل، وهذا حقيقة؛ لأننا قد رأينا وقابلنا وفحصنا أشخاص عاشوا ظروفاً صعبة جداً في صغرهم وطفولتهم وحتى فترة شبابهم، لكن رغم كل ذلك أصبحوا ناجحين ومتوازنين في حياتهم .

توجُه الطب النفسي الحديث هو أن نعيش الماضي بعظة وتأمل، والحاضر بقوة ومُثابرة، والمستقبل بأمل ورجاء.

سيكون من الجيد لك بجانب الإرشادات السابقة أن تتناول أحد الأدوية التي تناسب حالتك، مثل بروزاك، والذي يمكن أن تتعاطاه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ستة أشهر، علماً بأنه من الأدوية السليمة والفعّالة جداً في علاج القلق والاكتئاب والمخاوف، كما وأنه يحسن الدافعية والإقدام النفسي لدي الإنسان .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً