الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيادة الإيمان.. وطرق خدمة الإسلام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب ولدت في السعودية، وأريد أن أزيد من إيماني ومعرفتي بديني، وأجمع مع ذلك العلم الدنيوي لكي أخدم إسلامي، فأرشدوني وأفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإن هذا السؤال دليلٌ على بذرة الخير التي في نفسك، فاحمد الله على ذلك، واجعل شكرك لله بالعمل بطاعته، فإن النعم تزيد بالشكر وتدوم بالشكر، فالشكر لله هو الحافظ للنعم والجالب للمزيد.

واعلم أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان، فعليك بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، ومراقبة الديان، ومجالسة من ينتقي طيب الكلام ويحسن صحبة الإخوان، واحرص على حضور حلق العلم والفقه في الدين، فإن طلب العلم أفضل من كل نافلة، واطلب للعلم السكينة والخشية؛ فإن الله يقول: (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ))[فاطر:28]، واجتهد في الاستفادة من فراغك وشبابك وصحتك وحياتك، فإن تضييع الوقت أشد من الموت، كما قال ابن القيم رحمة الله عليه؛ لأن الموت يعطلك ويعزلك عن الأحياء، ولكن تضييع الوقت يقطعك عن الله، ومن لم يشغل نفسه بالخير شغلته نفسه بالباطل، وتذكر أنك في بلدٍ طلب العلم فيه ميسور، وحلق العلم فيه وافرة، ولا مانع من طلب العلوم أيّاً كان نوعها، شريطة أن يبدأ الإنسان بطلب العلم الذي تصح به عقيدته وعبادته لله.

ونقترح عليك الاجتهاد في تطوير مهارتك كصحفي، واجعل طاعة الله غايتك، وكن أميناً في نقل الأخبار، وحريصاً على ربط الخير بعقيدة الأمة، فلا ينبغي للصحفي المسلم أن ينقل الخبر دون أن يبين التوجيه الشرعي المناسب، فنحن في زمان الإعلام فيه مهم جدّاً ومؤثر جدّاً، ولكن لابد من مراجعة الأسس التي قام عليها حتى تتوافق مع ثوابتنا التي تحرم الكذب؛ لأنه يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، ويؤسف الإنسان أن يقول أن المؤسسات الإعلامية قامت على فلسفة "اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس"، ولم يخرج من هذا الإطار إلا قليل من المحاولات اليتيمة التي يحاول أصحابها السباحة ضد التيار، ونسأل الله أن يبارك في جهودهم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً