الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي كثير التردد ويخشى من المستقبل كثيراً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة ملتزمة والحمد لله، ومحبوبة من جميع من حولي، تمت خطبتي لشاب ذي خلق ودين قبل عدة أشهر، لكنه شديد التردد في إتمام الزواج، رغم أننا حددنا موعده بعد ثلاثة أشهر من الآن إن شاء الله.

خطيبي كثير التردد، ويخشى من المستقبل كثيراً، مما جعلني في حيرة من أمري وأفقدني الأمان معه، رغم أنني أحبه كثيراً، والحمد لله اخترنا بعضنا لمواصفات الدين والخلق، وقد تعاهدنا من البداية أن نُعين بعضنا على طاعة الله والعمل الصالح، لقد أكدت له بأن يضع ثقته في الله تعالى، وما دام قد استخار واستشار فلا داعي للقلق من المستقبل؛ لأنه بيد الله سبحانه وتعالى، إلا أنه ما زال في تردده.

أمر آخر وهو أن خطيبي لا يتودد لأهلي، ولا يتصل ليطمئن عليهم، وهذا الأمر جعل أهلي يظنون أنه لا يود علاقة معهم، وأنه يكتفي بعلاقته معي فقط، وقد نبهته لهذا الأمر واعترف بتقصيره، لكن شيئاً لم يتغير، رغم أنني أنوي التودد لأهله وكسب محبتهم بعد الزواج بإذن الله لصعوبة هذا الأمر للفتاة في الوقت الحالي.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Momenaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله أن يعينكما على ما يحبه ويرضاه، اللهم آمين.
بخصوص استشارتك التي تتعلق بتردد خطيبك في اتخاذ القرار؛ فأقول لك: إن هذا أمرٌ موجود في كثير من الشباب، وذلك يرجع لعدة أسباب، منها:

أن الشاب قد خرج من حياة الشباب واللامسئولية إلى حياة المسئولية واتخاذ القرار، وهذا أمر صعب إن لم يتعود عليه الشباب من سن مبكرة ويتدرب عليه، لكن سرعان ما يزول هذا التردد والتخوف بتجارب الحياة، بجانب أن القرار الخاص بالزواج هو قرارٌ كبير جداً بالنسبة للشاب، وهو أكبر قرار يتخذه في حياته، لذا سيكون عليه أثرٌ كبير.

لكن كما قلت لك، فإن هذا سيزول شيئاً فشيئاً بتجارب الحياة، ودورك معه أن يكون دور المعالج، وهو أن تشجعيه على أي خطوة يخطوها ولو كانت خطأ؛ حتى تغرسي في نفسه الثقة، ثم تحدثي معه حول معاني الخطأ، وأن الإنسان إن لم يُخطئ لن يصيب، كما أن المستقبل بيد الله، ولا يعلم الإنسان عنه شيئاً، ولكن يتوكل على الله ولا يتردد؛ فالتردد سيئ في حياة الفرد، وهكذا من هذه المعاني.

أما عدم اتصاله وتودده بأهلك، فلربما يكون من باب الخجل، وهذا كثير عند بعض الشباب؛ فإن كان من أهلك شاب في سنه فدعيه يرتبط به ويدعوه للبيت، كما أنه إذا كانت هناك مناسبة فأخبري أباك أو أخاك أن يُسارع بدعوته، ثم حاولي أن تستشيريه في شئون بيتكم حتى تُشعريه بأنه جزء من الأسرة، فمثل هذه الأمور ترفع الحاجز، ولكن لا تنسي أنك خطيبة ولست زوجة؛ فهناك حدود في التعامل شرعها الله تعالى فلا تعتدوها، ثم كونكما في مرحلة الخطوبة هذه نفسها تجعل حاجزاً في التعامل بين الأهل، فأقول لك لا تتسرعي، وانتظري حتى يتم الارتباط، وكل هذه الهواجس ستزول بإذن الله.

فقط عليك بحسن التعامل معه عندما يتم زواجكما بإذن الله تعالى، كما عليك بكثرة الدعاء أن يوفقكما الله في مسيرتكما.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً