الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب تأخر زواجي فقدت طموحي وانطويت على نفسي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أني أبلغ من العمر 34 سنة، درست وتخرجت، وإلى الآن أنتظر الزوج الصالح، سنين وأنا صابرة، وأتألم جدا، ومن حولي تزوجوا، أخي الوحيد، وبنت خالتي، وصديقاتي ربنا يوفقهم، حلمي كان بسيطا، أن أكون زوجة، وأما، كنت سعيدة جدا، لكن ما زاد ألمي أنه تركني شاب قبل ثلاث سنوات بعد خطوبة دامت سنتين، بسبب ظروفه المادية، رغم أني صبرت معه، إلا أنه تركني، وقال إنه يخاف الله في.

حاولت بعدها أن أقف وأنسى، حملت ألمي في صدري، وذهبت وحضرت الماجستير، أبكي وأدرس، إلى أن نجحت في القسم النظري والعملي، وأنا الآن في البحث لكن فقدت رغبتي في الإكمال، أصبحت لا أحس بطعم شيء في الحياة، وفقدت طموحي، وكلما حاولت أن أتذكر ماذا أحب أجد نفسي لا أحب شيئا، أجلس في البيت بالشهور لا أخرج، ولا أتواصل مع صديقاتي، ولا أرد على اتصالاتهم، كل ما أفعله أصلي وأقوم بواجبات المنزل لأمي، وأحاول أن أحفظ القرآن، وآكل كثيرا حتى زاد وزني كثيرا، وأنام.

أبي خائف علي كثيرا من أن أصبح وحيدة، ويريد مني أن أعمل كي لا أحتاج من بعده لأحد، لكن كلما حاولت الخروج من المنزل أخاف جدا، وأحس بعدم الرغبة، لا أدري كيف أقف مرة أخرى وأخرج من هذا الألم! أحس أني مشتتة بلا هدف وأني أختنق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Islam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن ييسر أمرك، ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة.

اعلمي أن الزواج قدر يأتي في وقته، وأن القياس فيه على الآخرين غير صحيح، فكل شخص له أقداره التي كتبها الله له من خير أو شر، وعلى المسلم أن يرضى بما قدره الله له، وبعد أخذه بالأسباب المتاحة الموصلة لتحقيق ذلك القدر، وأن لا يتسخط على أقدار الله فيأثم، ولأن السخط لا يغير من القدر شيئا، بل يوقع صاحبه في الإثم، ويسبب له القلق والاضطراب النفسي، أما الصبر والرضى، فيؤجر صاحبه عليه ويضفي على نفسه الراحة والاطمئنان.

لذا: ننصحك أيتها الأخت الموفقة بالصبر والاحتساب والرضى بما قسم الله لك، والأخذ بأسباب الحصول على زوج من خلال الالتحاق ببرامج أحد المركز الإسلامية النسوية في منطقتك، والتعرف على أخوات صالحات فيها، ومن خلالهن يمكن البحث لك عن زوج صالح.

كما يمكنك أيضا البحث عن زوج صالح من خلال إخبار الصديقات والزميلات بمواصفاته، وهن يقمن بالبحث لك عن زوج، بدون علم أهلك بهذا حتى لا يقع عليك حرج.

كما يمكنك إيصال رسالة منك بهذا الطلب إلى إمام المركز الإسلامي بمنطقتك، ومن خلاله يمكن البحث لك عن زوج صالح، وأتوقع أن هذه الوسائل أو بعضها كافية لحل مشكلتك من حيث الأخذ بالسبب المادي.

يبقى توفيق الله لك الذي يستمطر بالدعاء والتضرع إليه سبحانه منك بتحقيق الأمنية، فالدعاء سلاح المؤمن لتحقيق ما عجزت عنه الأسباب المادية.

كما ننصحك بكثرة الذكر والاستغفار، والتسبيح وقراءة القرآن، وكثرة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهذه الاعمال تذهب الهم والحزن ومن خلالها يأتي الفرج بإذن اله سبحانه.

حاولي أن تشغلي نفسك بالتفكير الإيجابي بالحياة والمستقبل، وعدم الاسترسال مع التفكير السلبي، وأعيدي ثقتك بنفسك بالاستعانة بالله سبحانه، والاستعاذة من الشيطان، واجتهدي في إكمال دراستك، ومارسي حياتك طبيعيا.

حاولي أن تنقصي من وزنك بالرياضة، والتقليل من الأكل، فربما كان وزنك أحد أسباب عزوف الرجال عنك.

وثقي أن ما قدره الله لك سيكون، فأحسني الظن بالله وتوكلي عليه، فالله يحب المتوكلين.

وفقك الله لما يحب ويرضى ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات