الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن أن تطور الشخصية الحساسة والخجولة من نفسها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يمكن أن تطور الشخصية الحساسة والخجولة من نفسها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أزهار حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولاً: من الخطأ أن يشخص الإنسان نمط أو سمات أو نوعية شخصيته بنفسه هذا ليس صحيحا، والشخصية لها أبعاد ولها سمات ولها صفات، وكل الناس لديهم بعض من صفات الشخصية، وقد لا تصل هذه الصفات أبداً إلى درجة أن نعتبرها علة، أو مرض أو متلازمة، وهذا ينطبق على أغلب الناس، 3 إلى 5 % من الناس قد يكون لديهم اضطراب في الشخصية، بمعنى أن شخصيتهم تتميز وتتصف بصفات تكون بالشدة والإطباق الذي قد يؤدي إلى خلل، أو اضطراب في حياتهم أو حياة من حولهم.

الشخصية تشخص على أسس: ما يراه الإنسان حول نفسه، ملاحظات من حوله ومن يعرفونه، التقييم الذي يقوم به المختص إذا كان طبيباً نفسيا مختصاً، أو أخصائيا نفسيا مختصاً، ومن ثم توجد مجموعة من المقاسات النفسية التطبيقية المتعلقة بسمات وصفات الشخصية، وهي تسمى مقاسات الشخصية، هذه الأربعة العناصر تأخذ ككتلة واحدة بعدها نستطيع أن نقول أن هذه الشخصية شخصية حساسة، أو شخصية خجولة أو شخصية انطوائية أو شخصية قلقة أو وسواسية، أو شخصية حادية أو شخصية هستيرية، أو شخصية مضادة للمجتمع، أو شخصية اكتئابية أو شخصية متقلبة المزاج وهكذا، إذاً هذه الأسس مهمة.

بالنسبة لحساسية الشخصية وسرعة التأثر والخجل قد تكون سمات بسيطة موجودة عند بعض الناس في مراحل معينة في حياتهم، والإنسان يطور نفسه، أولاً يجب أن تفهم شخصيتك وتفهم سماتها، وتكون محايدا جداً في هذا السياق، يجب أن لا تلصق بنفسك وشخصيتك ما ليس موجوداً فيها أصلاً، ويجب أيضاً أن لا تجردها فيما هو موجود فيها، يعني النظر بشفافية وعدالة للشخصية.

ثم بعد ذلك أي بعد أن يفهم الشخص شخصيته يقبلها، لا ترفض ذاتك أبداً مهما كانت، ثم بعد ذلك اسعى لتطوير الشخصية، وتحسين مساراتها.

والتطوير للشخصية يكون من خلال ممارسات نفسية واجتماعية وإسلامية، مثلاً يجب أن نعرف الآداب العامة في الدين، كيف نعامل الآخرين، الإحسان إلى الناس، الإقدام هذه السمات أساسية وتطور شخصية الإنسان أيا كانت، إذا كان حساساً أو خجولاً أو منطوياً، فإذاً الالتزام بالآداب الإسلامية، والعبادات الإسلامية هو وسيلة من وسائل التخلص من الحساسية والخجل.

الأمر الآخر هو التعبير عن الذات، الإنسان يجب أن يتجنب الاحتقانات، الكتمان يؤدي إلى الاحتقان خاصة في الشخصية الحساسة، والشخصية الحساسة تطور نفسها من خلال إدارك أنك لا يمكن أن تفرض إرادتك على الآخرين، ويجب أن تقبل الناس كما هم لا كما تريد، وأن يكون هنالك تواصل اجتماعي فعال، والاهتمام الأكاديمي والتعليمي والعملي والقيام بالواجبات الاجتماعية والتنفيس عن الذات وممارسة الرياضات كلها أسس لتطوير الشخصية إذا كانت حساسة أو خجولة، الشخصية الخجولة يجب أن تدرب نفسها على فنيات التواصل هذا مهم جداً، كيفية استعمال لغة الجسد، نبرة الصوت، النظر في الشخص الآخر هذه كلها فنيات تساعد على تطوير الإنسان.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً