الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإرشادات في التعامل مع لا مبالاة الأب وتجاهله لكلام ولده

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.

لدي مشكلة مع والدي، فأبي يتجاهلني أمام إخوتي الأكبر والأصغر مني، بحيث إنني إن تحدثت معه أو ناقشته يرمقني بنظرة أشعر فيها بالدونية والغباء، يتركني أتحدث مع نفسي ويذهب! حدث معي هذا الأمر حتى الآن أكثر من مرة، وفي أيام متتالية، فهذا الأمر أشعرني بالامتعاض، بحيث إنني أحسن إليه وأحاول ألا أُزعجه بحركة أو كلمة، أكرمه لأنه والدي والذي رباني وله فضلٌ كبير علي، فلِم يُعاملني بكل قسوة؟! إن لم أجد منه الحب والاحترام، فهذا سيقلل من احترام إخوتي لي، وبالتالي أفقد قيمتي وذاتي من بينهم، ماذا عساي أن أفعل؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقك رضا والديك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإن الإنسان يؤجر على صبره على والديه، ويُثاب على برهما، وهما أصحاب فضلٍ على الإنسان، فهما سبب وجودنا بعد الله، ومهما حاولنا فلن نستطيع أن نكافئهما؛ فإنه (لا يجزي ولدٌ والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه)، وقد ربط رب العزة والجلال في كتابه بين طاعته وعبادته وبين بر الوالدين، وجعل رضاه في رضاهما، والسعيد هو الذي ينال رضا والديه، ويحرص على برهما في حياتهما، والوفاء لهما بعد مماتهما.

ولا شك أن بر الوالدين من الطاعات التي يلمس الإنسان آثارها في حياته، مع ما ينتظره من خيرٍ عند الله إذا احتسب وأراد بعمله وجه الله، وإذا أراد الإنسان نصح أو مخاطبة والده أو والدته فعليه أن يكون في غاية الأدب ونهاية اللطف، وأن يتواضع لهما، ومن الضروري كذلك أن ينتقي الألفاظ المناسبة، ويختار الأوقات المناسبة للحديث معهما، ولا يقاطعهما، ولا يتأفف ويتضجر من كلامهما، خاصةً في مرحلة كبرهما وضعفهما، قال تعالى: (( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ))[الإسراء:23] هيناً لطيفاً ليناً، (( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ))[الإسراء:24].

وإليك بعض الأسباب التي تجعل الوالد غير مستعد للسماع من أبنائه وبناته:

1- عدم اختيار الوقت المناسب للنقاش، مثل وجود الإخوان والناس.

2- إذا ظهر الابن أو البنت أنه فاهم وأستاذ، وتكلم بطريقة تدل على التعالي.

3- إذا كان المتكلم لا يطبق ما يتكلم به.

4- إذا شعر الوالد بأن أولاده يفضلون الأم عليه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً