الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات العلاج للمرأة المتشبهة بالرجال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يتعلق سؤالي بظاهرة منتشرة هذه الأيام، وللأسف بين بنات المسلمين، والتي لاحظت كثرتها في الخليج، ألا وهي الاسترجال بين البنات أو السحاق.

قريبتي تعاني من هذه المشكلة، فهي تلبس لبس الأولاد وتمشي مثلهم، حتى إنها قصت شعرها مرة، وأظن أنها لا زالت في مقدمة هذه المرحلة، إذ عمرها 14 سنة، ولديها أخ يصغرها بعام وآخر ب 10 سنين، ويمكنك القول بأن أسرتها ليست من النوع المترابط كثيراً، فأبوها يرجع من العمل متأخراً جداً، ويعمل في بعض المرات حتى في عطل نهاية الأسبوع، فكيف نعاملها؟ وماذا عسانا أن نفعل كي نساعدها؟

أسأل الله العظيم أن يطهر مجتمعاتنا من كل العادات الدخيلة علينا!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يُصلح الأحوال، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يرد الشباب إلى الله رداً جميلاً.

فشكراً لك على هذا الحرص والرغبة في الإصلاح، وهكذا ينبغي أن تكون المرأة المسلمة صالحة في نفسها مصلحة لغيرها.

لا شك أن العلاقة وثيقة بين غياب هذا الوالد عن البيت وبين هذه الظاهرة التي تنشأ عندما يغيب الوالد، وتقوم الأم المسكينة وحدها بأعباء التربية، ويكون في البيت أولاد، فتضطر المرأة إلى ممارسة القوة في تربية أولادها الذكور، وعند ذلك تتأثر البنت بما تُشاهد، كما أن وجود بنت بين الأولاد يتسبب في ذلك، وقد يكون السبب هو الاهتمام بالأولاد دون البنات، فتتقمص البنت شخصية الذكور لتنال نفس الاهتمام وتلفت الأنظار، وقد يكون السبب هو التأثر بصديقات السوء، ولا نستطيع إعفاء برامج التلفاز المسئولية؛ فإن البرامج المعروضة لا تُراعي خصوصية بعض الشرائح المتلقية للبرامج؛ فالجميع يُشاهدون برامج العنف والمصارعة مثلاً، كما أن بعض الأسر لا تراعي اللباس المناسب لكل جنس، فيعوّدوا البنات على لبس ثياب الرجال منذ الصغر أو العكس، وكل ذلك له آثاره الخطيرة مستقبلاً.

أما خطوات العلاج فينبغي أن تكون كما يلي:

1- محاولة معرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الانحراف، وإذا عُرف السبب بطل العجب.

2- بيان تكريم الإسلام للمرأة أمّاً، فجعل الجنة تحت أرجل الأمهات، وبنتاً، حيث جعل الجنة مكاناً لمن أحسن للبنات والأخوات، وأكرمها زوجة، فقال خير الرجال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

3- اصطحاب هذه البنت إلى أماكن النساء، وإبعادها عن أماكن وجود الرجال، حتى ولو كانوا من أقربائها.

4- ضرورة أن يقوم الأب بدوره في التربية، ولابد أن يصطحب أولاده الذكور إلى مواطن الخير حتى تستطيع الأم توجيه بنتها وتربيتها بعيداً عن عناد وممارسات إخوانها الذكور.

5- بيان خطورة هذا الطريق الذي بدأت السير عليه، مع ضرورة اتخاذ أسلوب يحفظ لها حياءها كالأسلوب القصصي، ولا مانع من الكلام عن شخصيةٍ مجهولة، مع ضرورة شرح وبيان العواقب الوخيمة.

6- وضع وسائل الثقافة، مثل الإنترنت والتلفاز والهاتف في الصالات العامة؛ حتى تسهل المراقبة والمتابعة.

7- التفريق بين الأبناء في المضاجع، والحرص على أن يخلع الأبناء ثيابهم بعيداً عن أخواتهم ..والعكس.

8- مناصحتها بلطف بعيداً عن الناس، مع ضرورة اختيار الألفاظ اللطيفة والأوقات المناسبة.

وفقك الله لكل خير.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً