الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من احتقان الدم ونبضات في القلب والعنق.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني في الفترة الأخيرة من حالة شبيهة باحتقان الدم أو تجمع الدم في المنطقة العلوية، العنق والوجه عند تغيير الوضعية من الجلوس للوقوف.

إحساس غريب كأنه ثقل، وكأن وجهي ينبض مع قلبي، مع تغير نبضات القلب، ويصبح بإمكاني رؤية النبضات على ملابسي وتكون بطيئة، ثم ثوان وتختفي وترجع طبيعية.

علماً أني أعاني من قولون عصبي وارتجاع المريء، ومررت بنوبات هلع والآن لدي قلق وتوتر وأحاول التغلب عليه ما استطعت.

ملاحظة: أعاني من رفرفة بالعين مؤخراً، وعندي التهاب جيوب أنفية، وعملت تخطيط قلب وفحوصات دم وغدة، وكلها سليمة.

جزيتم خيراً، ووفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم بالفعل أنت لديك أعراض قلق، والقلق الذي لديك هو قلق بسيط، وربما يكون متعلِّقًا بالبناء النفسي لشخصيتك.

ما تتحدث عنه من حالة شبيهة باحتقان الدم أو تجمُّعه في المنطقة العليا للعنق والوجه عند تغيير الوضعية: هذه ظاهرة فسيولوجية طبيعية جدًّا.

الإنسان حين يكون جالسًا يكون ضغط الدم منخفضًا نسبيًا أو في وضعٍ طبيعي، وحين الوقوف يتغيَّر هذا الوضع، يحدث انخفاض قليل في ضغط الدم، وعليه يحاول أن يعوَّض الجسم من خلال ازدياد فعالية الدورة الدموية، وهذا كلّه تحت تحكّم الجهاز العصبي اللاإرادي.

إذًا الظاهرة ظاهرة طبيعية، ولكن بك قلق ولشدة الملاحظة لاحظتَ هذه الظاهرة.

نصيحتي لك أن تتجاهل هذا الأمر تمامًا، وحاول أن تُغيّر وضعيتك من الجلوس إلى الوقوف ببطء، درِّب نفسك على هذا، وكما ذكرتُ لك هذا الأمر أمرٌ فسيولوجي طبيعي.

وجود أعراض القولون العُصابي دليل بالفعل على أنه لديك درجة من القلق، وكما ذكرتُ لك هي درجة بسيطة.

رفرفة العين أيضًا هي ظاهرة نُشاهدها لدى القلقين، وهي نوع من الانقباضات العضلية حول العين وتظهر في شكل رفرفة.

التهاب الجيوب الأنفية قد يكون ناتجًا من إصابة جرثومية، وهذا يجب أن يُعالج.

بصفة عامة: فحوصاتك سليمة، وحالتك ممتازة، وعليه لا تنزعج حول صحتك أبدًا، واسع لأن تعيش حياة صحية من خلال ممارسة الرياضة، والنوم الليلي المبكر، والتنظيم الغذائي، ولا مانع – أخي الكريم – أن تتناول دواء بسيطا مضادا للأعراض.

النفسوجسدية والقلق، الدواء يُعرف باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، أنت تحتاجه لجرعة بسيطة ولمدة قصيرة، وهي: شهر واحد، تتناول كبسولة واحدة في الصباح، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، ستشعر إن شاء الله تعالى أن كل هذه الظواهر التي تعاني منها قد اختفت.

أرجو الاطمئنان، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً