الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أبي وهو يسيء إلي كثيراً؟

السؤال

السلام عليكم.

إخواني في الله، أنا شاب ملتزم بالصلاة، والحمد لله، معاملة أبي سيئة للغاية معي ومع كل العائلة.

كان أبي لا يحترم أباه، ويهينه أمامنا، وأحسه لا يخاف الله ولا يكترث بالدين مهما وصفت لكم شره فلن تصدقوا.

أنا بعدما كبرت أردت أن أتزوج، ولكن أبي يرفض الأمر! علماً أن له أملاكاً تقدر بالملايين، وعندما أعمل لكي أتزوج من مالي يرفض الأمر أيضاً، ويقول لي: إنه ينتقم مني لأني لا أطيعه في الشر والحرام، ولا أحد يزوجني بدون موافقة أبي.

ما العمل؟ هل أطيعه في الشر والحرام أم أظل على موقفي؟ أتمنى أن تفيدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكرت عن الوالد وبعده عن الله تعالى: عليك بنصحه برفق ولين، بأن يتوب إلى الله وأن يستقيم في دين الله، واعلم أن نصحك له من أعظم البر به.

اعلم -أخي الكريم- أن بعده عن التدين لعله يعاني من مرض نفسي أو مس أو سحر؟ فيمكن أن تقرأ على عسل طبيعي الرقية الشرعية ثم يأكل منه، فلعله يشفى إن شاء الله.

ينبغي عليك أنت وإخوانك أن تصبروا على هذا الابتلاء الذي وقعتم فيه، وعليكم بكثرة الدعاء للوالد بأن يصلح الله حاله.

أما بالنسبة لموضوع الزواج: فإذا كنت قادراً على تكاليف الزواج، ولديك الرغبة في ذلك، فمن المعلوم شرعاً أن الوالد لا ينبغي له أن يمنعك منه، فهذا حقك، ولكن دع الوالدة أو أحد الأقرباء ممن يحبهم الوالد يكلمه في أمر زواجك، وأرجو التريث في الأمر، وخاصة وأن العرف الجاري عندكم أن رضا الوالدين عن الزواج يعد أمراً مستحسناً لديهم.

عليك بذل الأسباب لإقناع الوالد، وأكثر من الدعاء والاستغفار، ولا تقلق –أخي- من دعاء الوالد عليك لأنك لا تطيعه في أمر في معصية الله، فالله لا يستجيب لدعائه في هذا، فلا تلتفت لهذا الأمر ولا تلق له بالاً، ولكن أوصيك بأن تحسن إلى الوالد وأن تكون قريباً منه، وتهدي له بعض الهدايا التي تجعله يحبك ويقبل منك النصح ونحوه.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً