الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم

لدي وسواس قهري منذ أكثر من 7 سنوات، ولدي مخاوف سيئة جداً، مثلا الشرطة تبحث عني، ولدي أيضا مخاوف، مثلا: طلب مني أحد الزملاء الجلوس في مكان لي، وبعد الخروج منه يأتي في فكري أنه زرع فيه كاميرات أو غيره.

ولدي مخاوف أن الهاتف الأمني يصورني، ولدي تأنيب ضمير قوي جدا قد لا أنام الليل منه، ورحمة وشفقة قوية، مثلا: إذا رأيت أحدا يفقد عضوا لا أنام لعدة أيام، وتراودني أفكار أن الجميع يكرهني ولا يحبني، ولدي مزاجية متقلبة جداً قد أكره صديق لي ولا أتمنى له الخير، وبعد 10 دقائق يتغير كل شيء لوضعه الطبيعي، وأتمنى له الخير.

ولدي طقوس غريبة لا أختار بعض الألوان أو الأرقام وغيرها، ولدي عصبية تأتي فجأة، وبعدها أبدأ بتأنيب الضمير، وإذا تحدثت مع أحد في وسائل التواصل وقال لي: أنني أقود السيارة أخاف، إلى أن أنظر له، خوفاً أن أتسبب في وفاته، وإذا أكلت طعاما ولم يعجبني أقول للذي فعله أنه جميل حتى لا يشعر أنه لم يعجبني.

بصراحة فقدت الحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعاني من وسواس الشك، وهو من أكثر أنواع الوسواس ضيقاً وألماً للشخص المصاب به، ولا أدري إن كنت تتلقى العلاج أم لا، ولكن باستمرار هذه الوساوس وبدون علاج يحصل نوع من الاكتئاب، وهذا ما يحدث معك -يا أخي الكريم-، تأنيب الضمير والرقة والعاطفية الشديدة هي من أعراض الاكتئاب والعصبية أيضاً، وفقدان متعة الحياة -كما ذكرنا-.

فإذاً آن الأوان بأن تتعالج، ولحسن الحظ معظم علاجات الوسواس القهري الدوائية هي في الأصل أدوية مضادة للاكتئاب، ولعله الفلوكستين أكثر دواء يناسبك، فهو يعالج الوسواس والاكتئاب معاً، وجرعته تبدأ 20 مليجرام يومياً بعد الأكل، وتحتاج إلى فترة 6 أسابيع إلى شهرين بعد استعماله حتى تزول معظم هذه الأعراض التي تعاني منها، وترجع إلى حالتك الطبيعية -يا أخي الكريم-.

وبعد ذلك يجب الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن 6 أشهر حتى ولو زالت كل الأعراض لكي لا تحصل انتكاسة، وبعد فترة 6 أشهر إلى أن تكون كل الأمور عادت إلى طبيعتها، واختفت أعراض الوسواس والاكتئاب نهائياً، فيمكنك أن تتوقف من الحبوب بدون تدرج، وإذا استطعت أن يكون هناك علاجا سلوكيا معرفيا مع هذا الدواء، فهذا يكون أفضل -إن شاء الله- ويساعد في عدم رجوع الأعراض بعد التوقف عن الفلوكستين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً