الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني من اكتئاب حاد وتلوم من حولها على كل شيء، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي تبلغ من العمر 35 سنة، متقلبة المزاج بشكل غريب، حيث تبدأ معها حالة الاكتئاب والعصبية من أبسط الأشياء، مثل جهد الاعتناء بالأبناء، ثم تطورت معها الحالة تدريجياً فصارت كثيرة الانتقاد واللوم والعتاب على كل من حولها، واتهامهم بالتقصير تجاهها، وتنقلب حالتها إلى عصبية أكثر حدة حيث تقوم بتكسير بعض الأشياء، ثم ينتابها الهدوء، ومن بعدها الندم على التقصير في حق أبنائها، وأحيانا يأتيها الهوس ومن بعدها ترجع لطبيعتها.

تطورت معها الحالة في الأيام الأخيرة، حتى صارت مرة في الأسبوع تقريبا، خصوصا في الفترة الليلية، علما أنها كانت متباعدة بالأشهر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وكان لانتحار أخيها قبل ثلاث سنوات وشعورها بالتقصير نحوه دور كبير في زيادة تشنجها وعصبيتها ووصولها لهذا الحال.

عرضتها على طبيب، فوصف لها دواء ديباكين 200 مع رازيدال ومنوم، فهل هو ثنائي القطب؟ وهل بإمكانها أخذ الدواء وهي حامل في الأشهر الأخيرة؟ وما مضاعفاته الصحية؟ وهل يوجد علاج -بإذن الله سبحانه وتعالى- غير الدواء؟

نفع الله بكم، وجعل عملكم في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتقلب المزاج لا يعني أن الشخص يُعاني من اضطراب ثنائي القطبية، تقلب المزاج قد يكون اضطرابًا في حدّ ذاته، ولكن التقلب هنا قد يكون فترة أطول، يعني يمر على الشخص فترات من الاكتئاب ثم فترات من الانشراح، وهكذا يحصل تأرجح، ولكن التقلب الذي يكون في نفس اليوم مثلاً ويُصاحبه عصبية شديدة وانفعالات تصل إلى حد العنف فأحيانًا يكون مشكلة من مشاكل الشخصية – أخي الكريم – فقد يكون اضطرابًا في ذاته، هناك اضطراب يأتي في شكل نوبات غضب وعنف، ويهدأ الشخص بعدها، وتجيئه مرة أخرى، هذا اضطراب في حد ذاته، ولكن ليس اضطرابًا وجدانيًا ثنائي القطبية، وهذا يقودنا إلى العلاج.

العلاج ليس بمثبتات المزاج، وإن كان بعض مثبتات المزاج قد تلعب دورًا، ولكنها ليست العلاج الأساسي، ومثبت المزاج هنا الذي يُستعمل أكثر هو (كارمابازبين) أو الـ (تجراتول)، وليس الـ (دبكين).

وللأسف الدباكين لا يُعطى أثناء الحمل، وطبعًا بالذات في الشهور الأولى، ولكن على أي حال: في حالة زوجتك لا أرى أنه هو العلاج المناسب، العلاج المناسب لحالة زوجتك هو: مضادات الذهان بجرعات صغيرة، وهذا ما هي عليه، الريدون هو مثبت للمزاج واسمه العلمي الرزبريادون، وأرى أن يُوقف الدباكين في الوقت الحاضر، مع العلاج السلوكي – أخي الكريم – تُعطى مضادات الذهان وتتعالج نفسيًّا وسلوكيًّا في اللحظات التي تكون هادئة، لكي تعرف ما هي المواقف التي تجعلها أكثر غضبًا وتجعلها كيف تسيطر على نفسها في بداية النوبة، النوبة عادةً تبدأ بصورة بسيطة وتتطور وتتدهور، حتى يقوم الشخص – كما قلتَ – بتكسير شيء، ثم بعد ذلك يهدأ.

العلاج السلوكي هنا يبدأ من بداية المشكلة، أو حتى المواقف التي دائمًا مربوطة بهذه الانفعالات، فيتعلّم الشخص كيف يتجنبها، وماذا يعمل عندما تبدأ النوبة، مع العلاج الدوائي، وهو مضاد للذهان – أخي الكريم – أو الكارمابازبين، ولكن لا تُعطى الكارمابازبين أو التجراتول أثناء الحمل، لأنه قد يؤذي الجنين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول ابو علي

    د.عبدالعزيز أحمد عمر
    الله يبارك فيك / وفي ميزان حسناتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً