الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبتي هلع بعد ولادتي!

السؤال

السلام عليكم

أنا أم أبلغ من العمر 35 عاماً، مغتربة وليس لدي أحد من أهلي بجواري، لأني أعيش بالنمسا، وبعد أن ولدت طفلي الثاني أصبحت أعاني من توتر وقلق، وأصبت بنوبتي هلع، وكنت أقاوم، ولكن أصبحت غير قادرة على التحمل، حتى وإن أصبح التوتر بعد فترة أخف وأقل من الوقت السابق.

أصبحت أحس بأن الحياة ليس لها أي معنى، وأني أم فاشلة لا أستطيع الاهتمام بأطفالي وبيتي وزوجي كما ينبغي!

راقبت نفسي لفترة، ولاحظت أن نوبات القلق والتوتر تصيبني قبل الدورة بأيام، وتبقى طول فترة الحيض ولكن كل يوم أخف.

كل توتري وخوفي وقلقي هو تفكيري بالنوم، هو أني سأذهب إلى الفراش ولن أستطيع النوم، وأوقات أنجح في النوم، وأيام لا أستطيع السيطرة على نفسي.

ذهبت لطبيب نفسي ووصف لي دواءً من الأعشاب حبة كل يوم صباحاً، وريفوتريل 0،5 ملغ ربع حبة مساءً، ولكن لم أتحسن سوى 20٪، لا زلت أحس بتوتر وقلق قبل الدورة، وأثناء الدورة.

اليوم ذهبت للمرة الثانية ووصف لي حبة ثانية من نفس دواء الأعشاب مساءً، ولكن لم أعد أحس بالارتياح؛ عندما أذهب إليه أحسه مادياً أكثر مما هو طبيب.

أنا أعتقد بأني مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وأنا محبطة جداً؛ لأني أريد العودة إلى حياتي الطبيعية، وهو أن أعيش بمرح مع أطفالي ولا أريد التفكير بالنوم والقلق.

هناك بعض الأصحاب كانوا بنفس الحالة، ونصحوني بال(ريميرون 15 ملغ)، ولكني أريد دواءً يقضي على القلق والخوف من النوم والاكتئاب معاً.

أرجو المساعدة ووصف الدواء المناسب لكي أقترحه على طبيبي؛ لأن المشكلة هنا هي أني بحاجة لوصفة طبية لشراء الدواء.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أتفق معك تمامًا، فقد يكون ما تحسين به هو أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، وهو يُصيب كثيراً من النساء بعد الولادة، وتكون أعراضه أعراض اكتئاب وقلق.

العلاج الذي أخذته لهذا المرض: الأعشاب –أختي الكريمة– معظمها طبعًا لم تخضع للدراسات الكافية وتقييم موضوعي مثل الأدوية النفسية.

أما الـ (ريفوتريل) فهو من فصيلة البنزوديزبين، وهو مضاد للقلق والتوتر، ويساعد في النوم، ولكنه لا يُعالج الاكتئاب.

أنا أتفق معك أنك تحتاجين إلى دواء من فصيلة الـ SSRIS يُعالج الاكتئاب والقلق، ويُساعد في النوم، ولعلَّ الباروكستين –أو الزيروكسات– يكون مناسبًا لك، ويمكن استعماله بعد الولادة مع الرضاعة، فإذا كنت تُرضعين طفلك فهو آمن بدرجة ما، وجرعته الـ CR خمسة وعشرون مليجراما، والعادي عشرون مليجرامًا، واسمه العلمي (باروكستين)، باروكستين CR خمسة وعشرون مليجرامًا، أو باروكستين عادي عشرون مليجرامًا، وعليك بالاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر – أختي الكريمة – حتى تزول كل هذه الأعراض، وبعد ذلك يمكن التوقف عنه بالتدرُّج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً