الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أعاني من وسواس الخوف من الإصابة بالسرطان، كيف أبعد هذا الوسواس؟

السؤال

السلام عليكم.


بت أدرك أنني أعاني من وسواس السرطان حتى أنني لا أستطيع النوم، لكن أملي كبير بوسع صدركم، عسى أن أجد الإجابة الشافية لديكم -إن شاء الله-.

سبق واستشرتكم، وهذا رقم الاستشارة 2391506 عالجت التهاب اللثة وكنت أستيقظ في الصباح مع وجود قليل من الدماء مع اللعاب، أما الآن -لله الحمد- اختفى الدم، وأما ألم الوجه ما زال مستمرا "أشعر بحرارة في خدودي مع ثقل في الجفن الأيسر"، والشيء الذي لم أذكره في استشارتي السابقة ونسيته هو أنني أعاني من انسداد الأنف تارة الطرف الأيمن، وتارة الأيسر فقط حين النوم، ويختفي الانسداد فورا حينما أنهض وأمشي بسرعة، وما زال احمرار حلقي "احمرار لكامل الحلق في الجزء الخلفي من الفم مع اللهاة وحولها" موجود دون سعال، ودون بلغم، لكن أشعر بأنني أبلع مخاطا خلف حلقي من أنفي، ولا أعتقد أنها جيوب أنفية؛ لأن مخاطي لونه أبيض، وهو سميك وقليل جدا، وأجد بعض الأحيان "قليلا جدا حدث معي" قليلا من الدم المتخثر مع المخاط حينما أنظف أنفي بقوة.

الأمر الذي استجد أنني أعاني من ألم بسيط يأتي ويذهب أسفل الفك في الطرفين الأيمن والأيسر، لا أعلم إن كانت الغدد اللمفاوية أم لا؟ مع صعوبة بالبلع قليلا جدا، وأحيانا لا أشعر بها، أي أنها تختفي، وألم بسيط يأتي فجأة ويذهب تحت الفك عند الحنجرة، قريب من الغدة الدرقية، لا أعاني من آلام مبرحة أبدا، مجرد آلام بسيطة جدا تكاد لا تذكر، ولا أعاني من ارتفاع في الحرارة ولا تعب، وحياتي الزوجية طبيعية جدا.

منذ أسبوع ذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة "ذاته الذي ذهبت المرة الفائتة إليه"، وفحصني مجددا وقال لي: إنه كان يشك بالسرطان، لكنني ما دمت كل هذه الفترة دون تطورات فشكه أصبح قليلا جدا، مما زاد خوفي ورعبي، وأعطاني موعدا بعد 5 أشهر، للأسف هكذا الوضع في ألمانيا، علما أنني لا أستطيع وصف الأعراض بالتفصيل لعدم إتقاني اللغة الألمانية بشكل جيد.

أخاف من سرطان الفم، وقرأت كثيرا عن سرطانات الرقبة والرأس، وتتشابه الأعراض كثيرا مع حالتي، لو أنني مصاب بالسرطان هل كنت سأصمد كل هذه الأشهر دون آلام مبرحة؟

أعتذر جدا عن الإطالة، ولكنني للأسف في حالة يرثى لها نفسيا أكثر من الجسدي، وليس لدي سوى الله ثم أنتم، أنا على هذا الحال منذ 6 أشهر، وأكاد أن أصاب بالجنون، فهل هناك احتمال للإصابة بالسرطان؟ وماذا أفعل لكي أرتاح وأطمئن؟ فلو أنني في بلدي سورية وفي حلب لقطعنا الشك باليقين خلال أيام معدودة.

أعتذر مرة أخرى، وجزيل الشكر لك دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يعرب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

سبق أن أجبتك عن هذا السؤال، وكان ترجيحي للتشخيص هو التهاب الأنف التحسسي الذي يتسبب بالتنفس الفموي خاصة ليلا، وهذا يؤدي لاحتقان مخاطية البلعوم والتهاب البلعوم المزمن.

بكل الأحوال لا يمكن في هذه الحالة إزالة الشك إلا بإجراء كل ما يلزم للوصول لليقين بأن ما لديك هو مجرد التهاب تحسسي مزمن في البلعوم، ولو أن كل ما ذكرته لا يدعو لكل هذا التخوف من قبلك، وبالفعل لو أن هناك مشكلة ورمية أو سرطانية في البلعوم لكانت بعد كل هذه الأشهر قد ظهرت مليا بما لا يدع مجالا للشك بوجودها، أما وأن الأشهر مضت والأمور على حالها فهذا من دواعي الاطمئنان.

إذا كان الوضع النفسي لديك كما تقول وأن الشك ما زال في نفسك، فمن واجب الطبيب المختص أن يمشي معك حتى نهاية الطريق، وحتى تصل للاطمئنان الكامل واليقين بأن الأمور سليمة، وبالتالي لابد من إجراء تنظير تلفزيوني لكامل الطرق التنفسية العلوية مع البلعوم، والمنطقة الحنجرية تحت التخدير الموضعي في عيادة الأذن والأنف والحنجرة، كما لابد من إجراء تصوير شعاعي طبقي محوري للأنف والجيوب الأنفية، وتصوير بالرنين المغناطيسي النووي للرقبة.

بعد إجراء هذه الاستقصاءات -والأغلب أنها ستكون سلبية- بمعنى أنه لا يوجب ما يدعو للشك بما تظن -إن شاء الله- يمكن الاطمئنان وتأكيد التشخيص بالنسبة لك وتزول منك هذه الوساوس.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً