الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خجولة وأخشى التعامل مع الأشخاص.

السؤال

السلام عليكم.

أحاول دائما أن أتخطى خجلي وخوفي من التعامل مع الناس، ولكن غالبا ما أفشل، يحمر وجهي جدا إذا انتقدني أو مدحني أحدهم، أو حين ينظر الناس إلي وأنا أتكلم، أو يتحدث أحد عني وأنا موجودة.

لا أستطيع فتح المواضيع مع الناس، أو البدأ بالكلام، وأشعر حينها أن لساني ثقيل ولا أستطيع الكلام، مع أني -والحمد لله- محبوبة بين الناس، ويقولون بأني مريحة في التعامل، ولكني أتجنب التعامل مع العديد من الناس إلا الأقرباء مني جدا.

أيضا بعد حديثي مع أحدهم أذهب إلى المنزل بعدها وأفكر فيما قلت، وأؤنب نفسي بشدة على بعض الكلام الذي صدر مني، وأشعر دائما بعد مقابلة الناس بالرغبة الشديدة في البكاء، بدأت في تغيير ذلك، وبدأت أحاول أن أقحم نفسي وسط الناس، وأن أشاركهم، ولكن غالبا ما أفشل، فمثلا قررت في المحاضرة أن أشارك وندمت بعدها، فقد احمر وجهي جدا، وارتعشت يدي بطريقة ملحوظة، وبدأت بالتعرق، ومرة أخرى قررت الوقوف أمام الجميع، والتحدث بالميكروفون، فارتعشت يدي بشدة، وبدأت بالتحدث سريعا جدا واحمر وجهي.

أنا لست انطوائية بالعكس أحب الخروج، ولكن خوفي من التعامل مع الناس، وخوفي من احمرار وجهي أمام الناس يمنعني غالبا من الخروج، أريد بشدة أن أتخلص من هذا الخوف خاصة أنني في آخر سنة دراسية لي في الجامعة وأريد بعدها أن أعمل وأحصل على وظيفة، وأنا في سن الزواج أيضا، وأرفض أشخاصا خوفا من عدم إمكانية أو معرفة التعامل معهم.

جزاكم الله كل خير على ما تبذلونه من جهد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت إنسانة حساسة جدّا والأشخاص الحساسون يلومون أنفسهم بشدة، ودائمًا يُحللِّون علاقتهم مع الآخرين وردود أفعالهم – وهكذا -.

طالما أنت -الحمد لله- محبوبة وينظر الناس إليك نظرة إيجابية فخففي عن نفسك – أختي الكريمة –، وإن شاء الله الحساسية مع الزمن وتقدّم العمر تقلُّ بدرجة كبيرة، ولكن بعض أعراض القلق والتوتر التي تُصاحب مواقف مُعيَّنة مثل احمرار الوجه يمكنك أن تأخذي له دواء يُسمَّى (إندرال)، من عشرين إلى أربعين مليجرامًا قبل المواجهة، يُساعد كثيرًا جدًّا في تخفيف أعراض القلق والتوتر التي تحسين بها، ومنها احمرار الوجه أثناء المقابلات أو أثناء مواجهة الطالبات في الدراسة.

وأنا أهنئك أنك لم تستسلمي، وصِرتِ تواجهين، وهذه هي الطريقة المثالية للتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي، ليس الهروب ولكن المواجهة، من خلال المواجهة الآن وتناول الإندرال سوف تكسبين ثقة، وكلما كسبت ثقة ستواصلين حتى تتخلصي منها، وتعيشي حياة طبيعية، وإن شاء الله تُرزقين بالزوج الصالح.

أسأل الله أن يرزقك بالزوج الصالح، وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً