الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أن شخصيتي ضعيفة وحساسة جداً

السؤال

السلام عليكم

أشعر أن شخصيتي ضعيفة، وحالتي النفسية سيئة، وهذه الحالة تجعلني أخسر أشياء وأشخاصاً غالين على قلبي دون قصد، وتضيع عني فرص كثيرة، أشخاص آخرون يتمنونها.

أنا شخصية حساسة جداً، وعندي صفة سيئة جداً، هي أني أتأثر بكلام الناس بطريقة لا تطاق، حيث أني سهل اللعب بعقلي على مدى حياتي، حيث عندما يقول لي أحد إن هذه الجامعة سيئة أبعد عنها، مع أني بداخلي أريد دخولها وأسمع كلام الناس بسبب ترددي، وآخر يقول لي: هذه البنت ذات شخصية فريدة، وستلائمك للزواج، وأسمع كلامه وأرتبط بها، ثم أشعر أننا غير مناسبين لبعض ونترك بعضنا.

أناس كثر يحاربونني حالياً في علاقتي بخطيبتي التي أريدها من داخلي، لكني متردد بسبب أقوال الناس الكثيرة ضدها.

هل هم يرون ما لا أراه أم الله سبحانه وتعالى سخر هؤلاء الناس لأنهم ليسوا بقدري؟ هذا الأمر يتعبني نفسياً، وأشعر بصراع داخلي، هل أمشي وراء حدسي أم أسمع كلام الناس؟

حيث أشعر أيضاً أن هناك إشارات كثيرة قابلتني لتبعدني عنها، هل لسنا مقدرين لبعضنا البعض أم أنني أفهم كل شيء بشكل خاطئ؟

هناك إشارات أخرى تقول لي: اقترب من زواج قريبتي حيث يتردد اسمها كثيراً معي ومن الناس حولي في كل مكان أذهب إليه، ومن أناس لا أعرفهم، حتى من خطيبتي نفسها تقوله بدون قصد.

هل ما أنا عليه ضعف إيمان وقلة ثقافة وقراءة أم بسبب عدم وجود هدف؟ صرت لا أعلم ماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، أخي نمط تفكيرك وسواسي، وقد أشرنا إلى هذا في بعض الاستشارة السابقة، الوسواس يجعل الإنسان ينقاد ويتردد ولا يتدارس الأمور بصورة صحيحة، هذا نمط معين من الوسواس معروف جداً، وهو الذي أشار بأن شخصيتك ضعيفة.

شخصيتك ليست ضعيفة، ويجب أن لا تسمي نفسك هذا المسمى، ويجب أن لا تعتقد هذا الاعتقاد، ويجب أن لا تقلل من قيمة ذاتك هذا أمر مرفوض تماماً، يجب أن تعطي نفسك حقها وأن تنظر إليها بإيجابية وبإنصاف، وأن تسعى لتطوير نفسك، واجعل لنفسك ضوابط فكرية وضوابط فيما يتعلق بالكلام مع الآخرين.

أنت رجل مستبصر ومرتبط بالواقع وحكمك على الأمور صحيح، ومدرك لكل عيوبك فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي والتردد وضعف الشخصية كما أسميته.

إذاً ما دمت مدركاً تستطيع أن توجه نفسك التوجيه الصحيح، وعليك بالصحبة الطيبة، عليك بتنظيم الوقت، وعليك بتدارس الأمور مع نفسك بصورة أفضل، وعليك أن تشغل نفسك بما هو مفيد، وعليك بالاستخارة في الأمور العظيمة والكبيرة التي تختلط عليك، فالاستخارة من عظمتها تضعك في المسار الصحيح لأنك تسأل لمن بيده الخير أن يختار لك الخير.

أيها الفاضل الكريم: إذا تناولت أحد الأدوية المضادة للوساوس والقلق أعتقد أنها ستفيدك، عقار فافرين هو الأفضل والأسلم سأقترح لك جرعته وإن أردت أن تتناوله هذا أمر إيجابي خاصة أنه سليم.

الجرعة هي أن تبدأ بـ 50مليجراما ليلاً تتناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم اجعلها 100مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهراً آخر ثم توقف عن تناول الفافرين.

أخي الفاضل، كما ذكرت لك التواصل الاجتماعي مهم، قم بتكوين صداقات ممتازة مع الصالحين من الناس، جالس إمام مسجدك، كن باراً بوالديك، وابذل جهدا أكثر لأن تكون شخصاً فاعلاً ومفيداً في أسرتك، حدد لنفسك برنامج حياة ما الذي تريد أن تقوم به في هذه الحياة، ما هو مشروعك في الحياة هذا مهم جداً، هل تريد أن تتحصل على دراسات عليا مثلاً، أن تكمل الزواج إن شاء الله تعالى، أن تحفظ أجزاءً من القرآن الكريم، هذه كلها مشاريع يمكن للإنسان أن يرتبط بها لأنها تساعد في بناء الشخصية وتوجه الإنسان التوجه الصحيح.

المردود النفسي الإيجابي عظيم جداً في مثل هذه الحالات، أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً