الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمراض الجهاز الهضمي جعلتني أعيش في قلق وتوتر بشكل دائم، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على الجهود المبذولة في هذا الموقع الرائع.

أنا شاب عمري 23 سنة، أصبت قبل ستة أشهر بالتهابات في المعدة بسبب جرثومة المعدة وجروح في المريء، وقولون عصبي -على ما أظن- أخذت علاجا لجرثومة المعدة لمدة شهر، -والحمد لله- شفيت منها.

مشكلتي الآن هي الأعراض التي أعاني منها، والتي أتت مباشرة بعدما مرضت بالمعدة، الأعراض هي كالتالي:

- ضيق تنفس.
- آلام في مفاصل جسمي والعضلات.
- آلام في المعدة والأمعاء.

- ألم في الرأس متواصل منذ أن مرضت (وقيل لي إنه صداع توتر، لكنني قرأت أن صداع التوتر لا يكون نابض، فأنا أشعر بنبض في جانبي رأسي، خصوصا إذا وضعت رأسي على شيء كالوسادة مثلا)، وأحيانا يكون هذا الصداع مصحوبا بدوخة خفيفة داخل رأسي، وعدم القدرة على التركيز إطلاقا، شككت أنه بسبب ورم في الرأس وعملت أشعة للمخ -والحمد لله- سليمة.

عذرا عن الإطالة، لكن ما يزعجني كثيرا هي آلام المفاصل، وألم الرأس الدائم، لم أعد أحتملها وأثرت سلبيا على حياتي.

بدأت تأتيني أفكار ووساوس أنني مصاب بمرض سرطان الدم، أو مرض خطير لم يظهر في التحاليل، (عملت تحاليل دم مرتين، وسكر وأشعة رأس وأشعة صدر وفيتامين دال، وتخطيط قلب مرتين وكلها سليمة -الحمد لله-)، مع العلم أنني فقدت 10 كلغ من وزني وقت المرض (من 84 إلى 73 كلغ، والآن أنا مستقر في 74).

لم أعد أعرف إلى أين أتوجه، وأصبت باكتئاب وقلق وتوتر شديدين، بحيث لم أعد أحتمل الكلام، وأريد أن أذهب القلق والتوتر بالرياضة ولا أستطيع، حيث أحس بالاختناق وخفقان سريع.

أرجوا مساعدتي، فقد أصبحت أحس بأن دوري في الحياة انتهى ولا جدوى في العيش بهذه الحال، والعياذ بالله.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شفاك الله وعافاك.
جرثومة المعدة يمكن أن تتسبب في مشاكل بالجهاز الهضمي في صور متعددة، منها الألم والحموضة والقيء وفقدان الوزن، كما يمكن أن تسبب بازدياد نوبات الصداع عند من يعانون من الصداع النصفي، وهذا قد يفسر النوبات التي تعاني منها إذا كنت تعاني من الشقيقة، أو كان أحد افراد العائلة يعاني منها.

وهناك نوع آخر من التهابات الأمعاء، وهو التهاب مزمن يتسبب في فقدان الوزن وألم المفاصل، وفقدان الشهية، وينتج عن فقدان الوزن الإحساس بالدوخة والإرهاق، وللتأكد لا بد من إجراء فحص للبراز يسمى بفحص الكال بروتكتين، وإذا كان موجبا فسيقوم طبيب الجهاز الهضمي بإجراء تنظير للأمعاء والقولون، وأخذ عينات وفحصها بالميكرسكوب، وله علاجات عديدة تعتمد على الشدة، ولذا أنصحك بزيارة طبيب جهاز هضمي لإجراء الفحوصات اللازمة، ويمكن للطبيب إن كانت الفحوصات سليمة -بعون الله- أن يشخص الأمر بالقولون العصبي، ويصف لك العلاج الأنسب، كما يمكن أن يقيس لك نسبة الدم والأملاح، ووظائف الكبد والكلى وعلامات الالتهابات ويطمئنك بعدم وجود كل ما يقلقك.

أما الجانب الأهم في الموضوع فهو الأعراض النفسية التي تعاني منها، وهي يمكن أن تصاحب أي مشكلة عضوية، وهذه يمكن أن تعالجها بالرياضة والتغذية السليمة وتنظيم النوم، وكذلك عليك بزيارة طبيب نفسي وسيقدم لك النصح الأمثل، وقد يصف لك بعض العلاجات المناسبة بحسب ما يراه مناسبا؛ لذا عليك بمراجعته، ومراجعة طبيب الجهاز الهضمي، وستجد حلاً مناسباً لوضعك الصحي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً