الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بالاكتئاب وحالتي صعبة جدا، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مصاب باكتئاب منذ 8 سنوات، واستخدمت (برزاك) لمدة 3 شهور، ولم أستفد (وسيبرالكس) أيضا، وقرأت عن دواء اسمه (باروكستين)، ووجدت عليه مدحا -وإن شاء الله- أني سأستخدمه.

سؤالي/ هل يؤثر لو استخدمته وراجعت طبيب الأسنان ووضع لي إبرة بنج؛ لأني أخاف أن يتفاعل مع البنج، أم الأمر عادي ولا توجد به مشكلة علي؟

سؤالي الثاني: هل العلاج إن شاء الله سيأتي بنتيجة؟ لأن حالتي صعبة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكنت أتمنى أن تتكلم عن أعراضك بتفصيل أكثر، وماذا تقصد باكتئاب هذا مهم، وكذلك أن تذكر عمرك، ونقطة أخرى مهمة علاج الاكتئاب أيا كانت صورته وشدته وإطباقه لا يعالج فقط بالأدوية الاكتئاب يعالج بإزالة الأسباب إن كان هنالك أسباب، وأن يكون الإنسان إيجابياً في تفكيره ومشاعره وأفعاله وأن يكون الإنسان مفيداً لنفسه ولغيره وأن يصر على أن يكون دائماً في المقدمة مهما كانت العثرات ومهما كان المزاج، تنظيم الوقت وممارسة الرياضة، والصلاة مع الجماعة، والقيام بالواجبات الاجتماعية، والاطلاع، ورفع المقدرات المعرفية، وبر الوالدين، والاهتمام بشؤون الأسرة هذه كلها علاجات أخي الكريم للاكتئاب النفسي فأرجو أن تحرص على ذلك.

بالنسبة للدواء مضادات الاكتئاب متشابهة ومتقاربة جداً، وفاعلية الدواء في بعض الأحيان يحددها الانسجام الجيني، هنالك لكل إنسان جينات وهذه الجينات هي التي تؤدي إلى تفكيك الدواء وانتشاره في الدم، واستقلابه من خلال الكبد، الدواء معروف مثلاً مثل الباروكستين كما تفضلت قد يفيد الإنسان لكن لا يفيد آخر حتى وإن كانت الأعراض متشابهة، لأن البناء أو التواؤم الجيني غير متساوي بين الناس، عموماً الباروكستين سليم وجيد، والأفضل لك هو العقار الذي يسمى زيروكسات سي أر هو نوع من الباروكستين لكن إفرازه طويل الأمد نسبياً؛ ولذا تكون آثاره الجانبية قليلة، إذا كان عمرك أكثر من 20 عاماً فتناول الدواء، وإن لم يكن أكثر من 20 عاماً لا تتناوله إلا بعد أن تذهب وتستشير الطبيب النفسي مباشرة، وبما أنك متزوجة أحسب أنك فوق العشرين عاماً، والجرعة المطلوبة في حالتك إذا كان الاكتئاب هذا شديد هو أن تبدأ 12.5 مليجراما يومياً تتناولها لمدة شهر، ثم تجعلها 25 مليجراما يومياً لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى 12.5 مليجراما يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين آخرين.

الزيروكسات آثاره الجانبية قليلة ومن أهمها أنه ربما يفتح الشهية نحو الطعام، ولذا يجب أن يكون هنالك حرص شديد في تناول الحلويات حتى لا يزيد الوزن بصورة مفرطة وغير طبية، والأمر الآخر هو أنه بالنسبة للمتزوجين الدواء قد يؤخر القذف المنوي قليلاً، لكنه لا يؤثر على الهرمونات الذكورية أو الصحة الإنجابية، نعم العلاج -إن شاء الله- يأتي بنتائج إيجابية ونتائج رائعة جداً، لكن لا تعتمد على العلاج الدوائي فقط إنما يجب أن تأخذ الأسس أو المكونات أو العناصر العلاجية الأخرى التي تحدثنا عنها نفسية أو اجتماعية أو دينية أو سلوكية كانت.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً