الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكيس المبايض هل يزول بعد إنقاص الوزن؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سبق وعانيت من متلازمة تكيس المبايض، وأخذت أدوية هرمونات لمدة أربعة أشهر، وهي دواء (كيلمن وبريمولت)، ونجحت في إنقاص وزني من 94 إلى 80 كيلو جرام، وانتظمت الدورة لدي بعد أن توقفت عن العلاج، وظلت منتظمة لمدة سنة، ثم بعد فترة زاد وزني ووصلت إلى 94 كيلو جرام مع الأسف.

كذلك اضطربت الدورة الشهرية وأصبحت تتأخر، ثم ينزل علي دم بكميات كبيرة ونزيف شديد، ووصل وزني ل100 كيلو جرام!

أنا الآن بدأت مجدداً في إنقاص وزني وأخذ علاج هرموني لعلاج التكيسات، واستخدمت دواء بريمولت، لنحو عشرة أشهر، حيث آخذ حبتين من (بريمولت) في اليوم لمدة عشرة أيام، حيث آخذ أول حبة من الدواء في اليوم ال16 من بعد الدورة الشهرية، وأستمر لعشر أيام ثم أترك الدواء وتنزل الدورة بعد أربعة أو ثلاثة أيام.

الدكتورة قالت لي: يمكن أخذ الدواء لمدة ستة أشهر فقط، لكن أنا أخطأت وأخذته لعشرة أشهر، وأنا الآن قلقة من كثرة استخدامي للدواء.

ما هي أضرار استخدام (بريمولت) لمدة عشر شهور؟ وهل يمكن أن يؤثر علي في حال تزوجت وحملت، أو يؤثر على الرحم أو الهرمونات في جسمي؟ هل يؤثر على الجنين لا قدر الله؟

عند إنقاص وزني وانتظام الدورة الشهرية، هل تختفي التكيسات عن المبايض هل تضمحل وتختفي نهائياً من المبايض أم تبقى في المبايض؟ وإن بقيت هل يكون لها تأثير؟ وهل هناك أدوية يمكنني استخدامها لإزالة التكيسات؟!

وشكراً لكم على موقعكم المتميز والمفيد للقُراء في كل نواحي الحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل، أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائماً.

بالفعل - يا ابنتي- فإن الوزن الزائد هو عامل مؤهب ومهم جداً في حدوث تكيس على المبيضين، فالدهون الزائدة في الجسم تؤدي إلى حدوث اضطراب هرموني، وهذا الاضطراب يؤدي إلى حدوث تكيس المبيضين مما يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية، وتأخرها وإلى نزولها بغزارة، لكن وكنوع من الاحتياط فإنه يجب دوماً نفي وجود أي سبب آخر في الجسم، ويجب عدم ترك الحالة من دون علاج، لأن عدم انتظام الدورة وعدم نزولها لفترات طويلة قد يسبب تسمكاً في بطانة الرحم، وتسمك هذه البطانة لفترات طويلة قد يؤهب مستقبلاً إلى حدوث الأورام في الرحم - لا قدر الله- لذلك يجب علاج تأخر الدورة المتكرر حتى عند الغير متزوجات، وأنصحك بعمل بعض التحاليل الهرمونية، وذلك لنفي وجود اضطراب في الغدة الدرقية أو الكظرية أو النخامية أو ارتفاع هرمون الحليب أو غير ذلك.

التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON- TSH- FREE T3-T4- PROLACTIN- DHEAS.
ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح.

إذا تبين وجود خلل ما فبعلاجه ستعود الدورة وتنتظم إن شاء الله تعالى.

أما إذا تبين بأن التحاليل طبيعية فيمكن القول هنا بأن تكيس المبايض هو السبب، حتى لو يظهر التكيس واضحاً بالتحاليل أو بالتصوير، فهنا نعتمد في وضع التشخيص على الموجودات السريرية فقط مثل: تباعد الدورة ونزولها بغزارة وعدم حدوث الإباضة، ويجب علاج الحالة بناءً على هذا الأساس.

إن العلاج الذي كتبته لك الطبيبة سينظم الدورة، وقد يحل المشكلة مؤقتاً، لكن لا يعالج الخلل الهرموني المسبب لها، وأطمئنك بأن حبوب (بريمولوت) هي حبوب آمنة، ولا ضرر من تناولها لمدة 10 أشهر، فهذا لن يؤثر عليك مستقبلاً ولن يؤثر على الزواج، ولا على الحمل والإنجاب، إن شاء الله تعالى.

لعلاج التكيس ننصح بما يلي:

1- خفض الوزن، وهذا أمر يعتبر هام جداً، مع ضرورة ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة ساعة.

2- اتباع نمط حياة صحي، وتناول الأطعمة الصحية التي يكثر فيها البروتين والخضروات والفاكهة الطازجة، مع تفادي الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة أو منكهات أو ملونات.

3- تناول حبوب تسمى( الغلكوفاج) حبة واحدة يومياً من عيار 500 ملغ في الأسبوع الأول، ثم حبتين يومياً في الأسبوع الثاني، ثم ثلاث حبات في الأسبوع الثالث، ثم بعد ذلك الاستمرار على ثلاث حبات يومياً لمدة لا تقل عن 6 أشهر، ويجب أن يتم بعدها إعادة تقييم الحالة من جديد.

4- تنظيم الدورة عن طريق حبوب منع الحمل من النوع ثنائي الهرمونات مثل( ياسمين أو جينيرا) لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وذلك لأن هذه الحبوب تعمل أيضاً على إزالة التكيس وتقليل احتمال عودته.

للأسف- يا عزيزتي- فإن تكيس المبيضين هو من الأمراض التي قد تعاود ثانية، لأن أسباب حدوثه متعددة، والدراسات الحديثة أظهرت وجود استعداد وراثي لظهوره، وبالتالي يجب المتابعة باستمرار حتى بعد خفض الوزن.

أسأل الله عز وجل، أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً