الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في المعدة، والأدوية غير مجدية.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على موقعكم الرائع، والإجابة على الاستشارات فقد نفعت -بفضل الله- أناسا كثر.

أنا شاب عمري 32 عام، ووزني 68 كلغ، وطولي 174 سم، عانيت من آلام على مستوى المعدة ورأس المعدة قبل شهرين ونصف، وعملت عدة فحوصات للدم ووظائف الكبد والبنكرياس، وكلها كانت سليمة والحمد لله، ثم عملت منظارا للمعدة وتبين أن عندي تقرحات سطحية بسيطة في المعدة.

وصف لي الطبيب دواء اسمه تيكبرون 15 مغ كبسولتين يوميا لمدة أسبوعين، تحسنت حالتي ثم بدأت بالرجوع بعد أيام قليلة من التوقف عن الدواء، ذهبت لطبيب آخر فوصف لي الطبيب دواء باريت 20 مغ حبتين في اليوم صباحا ومساء، مع دواء آخر اسمه دسباتالين أيضا كبسولتين صباحا ومساء لمدة شهر، أكلمت منها قرابة 17 يوما، تحسنت حالتي مع بداية استعمال الدواء، ثم ظهرت معي آلام مختلفة قليلا بعد عدة أيام، لا أعلم هل هي مرتبطة بالمشكلة ذاتها، أو هي مشكلة أخرى؟ حيث ظهرت معي آلام أسفل عظمة القص مباشرة، وأحيانا أحس بها في عظمة القص من الأسفل تميل قليلا لليمين، تشبه آلام رأس المعدة، وآلام أخرى على الجنب، وفي الظهر من جهة اليمين يزيد الألم عند التحرك والمشي، وبذل المجهود، وشد الصدر للخلف.

رجعت لطبيبي وأخبرته بالأعراض، وعمل لي أشعة مقطعية محوسبة CT Scan للبطن والصدر؛ للتأكد أكثر والاطمئنان، وظهرت النتائج سليمة -ولله الحمد-، ولكنه غير لي الدواء إلى نكسيوم 40 مغ، ودواء آخر اسمه ميفا حبتين في اليوم لكل دواء.

أحسست بشعور أفضل مع الأدوية الجديدة، والآلام تختفي لعدة أيام، وأحيانا تظهر وتختفي في اليوم ذاته، ولكن ما زلت أشعر بآلالام في الجنب والظهر من جهة اليمين، وأحيانا الأضلع من جهة اليسار أسفل، ومؤخرا بدأت أحس بضعف ووهن في يدي، هل آلام الجنب والظهر وأعلى البطن أسفل عظمة القص مباشرة يمكن أن تكون أعراضا جانبية لأدوية المعدة، خصوصا التيكبرون والباريت والنكسيوم؟

مجموع الأيام التي أخذت فيها هذه الأدوية أكثر من شهر ونصف، علما أنني لا أظن أن الآلام التي معي حاليا بسبب المعدة، حيث أنها لا تتأثر بالأكل مهما أكلت، ولكنها آلام تتنقل من أسفل منتصف الصدر فوق المعدة والجنب الأيمن والظهر جهة اليمين، وأحيانا ألم أسفل الضلع الأيسر.

أرشدوني ماذا أفعل؟ جزيتم خيرا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

قد يرجع سبب التقرحات البسيطة في المعدة إلى وجود جرثومة المعدة الحلزونية H-Pylori، ويتم تشخيصها بتحليل عينة من البراز ولها علاج يسمى العلاج الثلاثي، الذي يتكون من نوعين من المضادات الحيوية، بالإضافة الى أحد الأدوية التي تقلل من إفراز أحماض المعدة، وبالتالي يتم القضاء على الجرثومة، والتخلص من الحموضة.

وحبوب باريت ونكسيوم وتيكبرون 15 من عائلة واحدة وهي عائلة PPIs، أو Proton pump inhibitors، وتعتبر جزءا من العلاج الثلاثي للجرثومة حيث تقلل من عصارة المعدة وتهيء الظروف المواتية لشفاء التقرحات، وبالتالي فإن تناولها لمدة شهر أو شهرين لا يؤثر سلبا على الجسم، ولكن لا ننصح بتناولها لعدة شهور متواصلة؛ لأنها قد تؤدي إلى ضمور الخلايا في بطانة المعدة.

وأغلب الظن أن آلام الظهر والصدر ليس لها علاقة بمشكلة المعدة، ولكن لها علاقة بالشد العضلي في عضلات الظهر والصدر، ولها علاقة بنقص فيتامين D وفيتامين B12، وربما بفقر الدم أو الأنيميا، ولا مانع من أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع.

مع أهمية أخذ حقن فيتامين ب المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوما بعد يوم عدد 6 حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب، وتناول منتجات الألبان؛ لأنها المصدر الأساسي لعنصر الكالسيوم، مع أهمية تناول أحد مقويات الدم للتغلب على الوهن والضعف، وأهمية النوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات؛ لضبط العمليات الحيوية داخل جسمك.

ولعلاج الألم في عضلات الرقبة والظهر والأضلاع وجانب الصدر، يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة 10 أيام، مع تناول حبوب أو كبسولات باسط للعضلات مثل: muscadol أو myolgin ثم عند اللزوم بعد ذلك، مع التعود على الاستحمام بالماء الساخن، ثم تقليل درجة حرارة الماء بالتدريج؛ لكي تتمكن من الاستحمام بالماء البارد، لما له فائدة في تنشييط الدورة الدموية، مع ممارسة قدر من رياضة المشي والتمارين الرياضية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً